جماعة برلمان زياري التي أتخمتنا طيلة شهرين من النزال الهوائي لمشروع قانون تجريم الاستعمار، دخلت مساكنها خوفا من أويحيى وجنوده، وما كان قضية شرف ظهر أنها مجرد ترف برلماني من طرف معاشر نمل لا يحسنون سوى مضغ وجني مخلفات القافلة المسموح التعلق بذيلها. فمنذ أن غمز الوزير الأول لعصبة زياري بأن الصمت من ذهب ومن ثلاثين مليون سنتيم ''عدا ونقدا'' والجماعة نسوا جعجعة مشروع القانون المقترح، ليعودوا إلى ديارهم صامتين خانعين. فالمشروع تم شطبه وأويحيى الأول قطع قول كل خطيب.. قذافي ليبيا الذي تلازم قلنسوته صفة ''الخبل'' السياسي، ظهر في أزمته مع أمريكا ومع الاتحاد الأوروبي أنه الزعيم الأقدر على إخضاع الآخر لإرادته، ومن يتضاحك عليه وجهاء العرب في سرهم، تمكن في ظرف شهر واحد من افتكاك اعتذارين رسميين من أعتى قوتين في العالم تجرأتا على السخرية ممن تسخر من تسريحة شعره أمة العرب قاطبة. الاعتذاران لم يكونا صدقة ولا ''منّة'' من أمريكا ومن الاتحاد الأوروبي، ولكنهما أتيا جبرا لأن القذافي أشهر في وجه من سخر من جهاده ''الشكولاطي'' سلاح المصالح الاقتصادية المهددة من طرف جنون عقيد ليس لديه ما يخسره..أردوغان تركيا منح إسرائيل مهلة 24 ساعة لكي تزحف إليه معتذرة عن إهانة سفيره، وكيان ''رابين'' قبل الأيادي التركية طالبا الصفح. والنتيجة، كما ترون، هم على قلب رجل واحد يفتكون الاعتذارات متى شاؤوا ونحن من نمسك فرنسا من بطنها مازلنا نتسول اعتذارا عمره خمسون سنة.. فأين المشكلة يا ترى؟.. إنها في حاجتنا الماسة إلى أردوغان وأقلها إلى قذافي يعرف كيف يرغم الآخر على الزحف على بطنه من أجل أن نقبل اعتذاره وليس من أجل أن يعتذر؟.