أحالت غرفة الاتهام بمجلس قضاء العاصمة، شبكة أخرى من شبكات الدعم والإسناد التي تورطت في تفجيرات قصر الحكومة ومقر أمن المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية في أفريل ,2007 على محكمة الجنايات، حيث من المنتظر أن يمثلوا للمحاكمة مع نهاية الشهر الجاري، بعد انتهاء التحقيق مؤخرا وتضم المجموعة 22 متهما بينهم بودينة نور الدين، شقيق الانتحاري بودينة مروان الذي فجّر نفسه أمام مدخل قصر الحكومة، إلى جانب متهمين آخرين تورطوا بصفة مباشرة في التفجيرات من خلال شراء السيارات الثلاث المستعملة في التفجيرين الانتحاريين وسيارة المرسيدس التي كانت مدججة بالمتفجرات والتي وضعت قرب منزل المدير العام للأمن الوطني الراحل علي تونسي بحيدرة، بالإضافة إلى المتهمين المتواجدين في حالة فرار، بينهم أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال أبو مصعب عبد الودود. ويروي المتهمون بالتفصيل اللحظات التي سبقت تنفيذ العمليات الانتحارية واللحظات الأخيرة للانتحاريين، إلى جانب الطريق التي تم سلكها قبل تنفيذ العمليات الانتحارية بداية من توديع المنتحرين الثلاثة، أبو ساجدة شهاب مولود وابودجانة ومروان بودينة لبقية الإرهابيين المنضوين تحت كتيبة الأرقم ببومرداس، وصولا إلى نقطة التفجير. وذكر المتهم بودينة نور الدين المكنى ''نونو'' لقاءه بأخيه الانتحاري قبل يوم من تنفيذه العملية الإرهابية، مؤكدا أن شقيقه ترك المنزل العائلي بعد رمضان ,2006 وكان يتصل به بين الحين والآخر وأخبره أنه يعمل في حاسي مسعود، إلا أنه بتاريخ 10/04/,2007 اتصل به وطلب منه لقاءه، لكنه أخبره أنه لايستطيع الذهاب إلى حاسي مسعود وأوصاه بالتنقل إلى سوق تيجلابين، وعند وصوله إلى المكان المحدد، عاود الاتصال به وأمره بسلك الطريق السريع إلى غاية الوصول لمحطة البنزين بالقرب من المؤسسة المعروفة بمؤسسة ''لاستيك''، وفي نهاية الجدار المحيط بها طلب منه أن يسلك طريق السكة الحديدية للقطار وأن يتصل به هاتفيا في تلك النقطة، وطلب منه مواصلة الطريق وقبل وصوله بأمتار شاهد إرهابيين مسلحين بأسلحة رشاشة وحاول الهروب، غير أنه لم يجد مسلكا فواصل السير إلى أن وجد شقيقه مروان رفقة شيخ يقارب ال60 سنة، تبين أنه إرهابي معروف من منطقة بوروبة، ينشط ضمن الجماعات الإرهابية منذ 1994 يكنى'' موحوش''، وكان شقيقه الانتحاري مروان يحمل سلاحا رشاشا، وهنا صرح المتهم نور الدين أنه انفرد به ليسأله عن أحوال عائلته راجيا أن تسامحه والدته، إلا أن الإرهابي غياطو رابح المكنى ''أبو هريرة'' المدبر الرئيسي لتفجيرات 11 افريل ,2007 لم يتركهما بمفردهما خوفا من إفشاء أمر العمليات الإرهابية، وتبين من أقوال المتهم نور الدين أن شقيقه مروان بودينة أخبره عن نشر سيدي أقراص مضغوط خلال الأيام القليلة القادمة للجماعات الإرهابية وطلب منه عند نشره أن يقول الحقيقة، فسأله ما هي فلم يرد، بسبب وجود المكنى أبو هريرة الذي طلب من نور الدين إتلاف شريحة الهاتف ولكنه لم يفعل، وغادر المكان مقلعا بسيارته، فيما راح شقيقه يناديه ويمشى وراءه جاريا وكان وجهه أحمر والدموع تتهاطل من عينيه وخاطبه ''يانور الدين ماتنساش'' .. وهي آخر عبارات سمعها المتهم من أخيه الانتحاري مروان، وهو ما يظهر -حسب رجال قانون- مدى الضغوطات التي يمارسها تنظيم دوركدال على الانتحاريين من خلال اختيار المراهقين والشباب الذين لايتجاوز سنهم العشرينات لحشو عقولهم بفتاوى حول الاستشهاد وتنفيذ العمليات الانتحارية. ويتابع المتهم بودينة نور الدين بجنحة عدم إبلاغ عن جناية بسبب عدم إخباره عائلته أو مصالح الأمن عن اللقاء الذي جرى بينه وبين شقيقه والإرهابيين الذين التقت بهم قبل يوم من التفجيرات، إلا أنه أنكر خلال التحقيق علمه بما كان سيقدم عليه الانتحاري. كتيبة ''الأرقم'' خططت لتفجير المديرية العامة للأمن الوطني ولم تنجح أما المتهم ''ا. خالد'' الذي تكلف بقيادة سيارة ''شانا'' وبها الانتحاري أبو ساجدة الذي فجر نفسه بالقرب من مقر المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، فقد صرح أنه تكلف بشراء السيارات الثلاث رفقة متهمين آخرين، وأنه خلال الواقعة، اتصل به أبو هريرة، أمير سرية الأرقم، وطلب منه الحضور باكرا للقائه، وأضاف أنه كان رفقة متهم آخر، وواصلا طريقهما، حيث توغل عبر طريق مملوءة بالأحراش رفقة المتهم ''س.عدلان'' الذي كان يقود دراجة نارية إلى المكان المحدد، حيث وجدوا قرابة 20 إرهابيا مسلحين بأسلحة من نوع كلاشنكوف، من بينهم المكنى عزالدين الذي سلم للمدعو ''عدلان'' كاميرا وطلب منه التنقل على جناح السرعة إلى قصر الحكومة لالتقاط مقتطفات من العملية الانتحارية التي ستنفذ أولا، ولكن خلال الطريق وقع له حادث مرور مادي في حي تليملي وكان رفقة متهم آخر ولم يحالفهما الحظ في تصوير العملية الانتحارية في وقتها، حيث سمعا دوي الانفجار حينها وقام المتهم بتصوير أعمدة الدخان المتصاعدة عن طريق هاتفه النقال، بينما كلف المتهم ''ا.خالد'' بقيادة سيارة إلى العاصمة ويكون برفقته عنصرا من الجماعة، حيث مشى مع الإرهابيين بعض الأمتار، حيث شاهد سيارتين من نوع شانا ورونو اكسبريس وكان على متن إحداهما المدعو أبو ساجدة وهو يردد كلمات من أنشودة جهادية ويقوم بتصويره أحد أفراد الجماعة، حيث صعد المتهم ''ا.خالد'' إلى شاحنة الشانا رفقة الانتحاري أبو ساجدة، حيث انطلقا وعند وصولهما إلى حاجز للدرك الوطني بمنطقة بودواو، أخبره أبو ساجدة أن يأخذ يسار الطريق وأنه إذا أصر رجال الدرك الوطني على توقيفه ما عليه سوى النزول ليلوذ بالفرار ويدع الأمر له للقيام بما يجب عليه وتفجير نفسه عند الحاجز الأمني. كما أن السيارة الثانية من نوع اكسبريس كانت مفخخة وتسير أمامهما بحوالي 150 متر، مضيفا أنه عند وصولها إلى مدينة الرغاية، امتطيت من طرف أحد الأشخاص. أما هو فواصل قيادة السيارة المفخخة سالكا الطريق السريع إلى غاية وصوله إلى قصر المعارض بالمحمدية، ثم إلى حي 05 جويلية بباب الزوار وبعدها إلى المركز الصحي، حيث أوقف الشاحنة ونزل منها ليواصل المكنى الزوبير أبو ساجدة طريقه نحو مقر المقاطعة بعد أن أخبره أن الملتقى في الجنة، وقد سمع دوي الانفجارين بمجرد مشيه مابين 30 إلى 40 مترا. وتبين من قرار الإحالة الدور المحكم والهام الذي قام به المكنى أبو هريرة، أمير سرية الأرقم، والذي جنّد عدة شبان من باش جراح وبوروبة لتنفيذ العمليتين الانتحاريتين، عن طريق تكليف أشخاص بشراء سيارة الاكسبريس وشاحنة الشانا من تيجلابين بالإضافة إلى المرسيدس، حيث لم يتمكن الانتحاري الرابع من تفجير نفسه وهرب تاركا إياها بالقرب من منزل العقيد علي تونسي، حيث تم تفكيك المتفجرات التي كانت بها قبل أن تنفجر، إضافة إلى قيامه بتجنيد متهمين آخرين ومنهم المدعو ''س. عدلان'' الذي كلف رفقة المتهم ''س. احمد'' بمراقبة مقر المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، حيث قاما في الوهلة الأولى بتسجيل مقتطفات استطلاعية بواسطة آلة كاميرا خاصة بالمصلحة الولائية للأمن العمومي المجاورة لفندق الماركور، لكنهما أدركا أنها ليست الهدف فقاما بتصوير المدخل الرئيسي عن طريق هاتف نقال لمدة 10 دقائق، من حديقة التسلية ''بورس نيتو'' المجاورة لمقر الانتربول، بعد أن حمل قفص به عصفور رفقة شريكه المتهم ''س.احمد'' وتحججا بالتقاط صور للترفيه، فيما تمكنا من التقاط صور هامة وفيديو مدته 10 دقائق للمدخل الرئيسي للمكان المستهدف، إلى جانب التقاط صور له عبر ترصد المصلحة لمدة أسبوع، وكلف المتهم أيضا من طرف أبو هريرة بالتقاط صور للمديرية العامة للأمن الوطني، ومدخلها الرئيسي، حيث تمت عملية تصوير المدخل الرئيسي والمواكب الهامة التي تدخله يوميا، بما فيها موكب الراحل العقيد على تونسي من مقهى مجاور للمديرية بزوج عيون، وقدم كل ذلك في ''فلاش ديسك'' للإرهابي ''غ.رابح''، لكن الحراسة الأمنية المشددة المحيطة بالمديرية العامة للأمن الوطني، حالت دون التمكن من تنفيذ عملية انتحارية بها، وحولت الخطة إلى مقر إقامة العقيد علي تونسي، حيث وضعت سيارة المرسيدس بالقرب من منزله المجاور لسفارة الدنمارك، إلا أن العملية لم تنجح