ورقة حرب الفساد التي داعبت رؤوسا كبيرة، ورقة بلا معنى ولا ''مغنى'' مالم يُحرر الحجاج سيفه من مخادع القصور وما يدور بين أسوارها من تصفيات بين كبار قوم كلما اختلفوا تدافعت السكاكين لنحر ثور مضحى به حتى يرقص المواطن على معزوفة أن الحجاج، الموسوم تاريخيا بصفة الجور والضيم، قد تحول بقدرة قادر إلى عنوان للطهارة والنقاء.. في أقل من شهرين، تابع المتفرج البليد والبسيط، أكثر من عرض مسرحي عن قضايا كبيرة لقطط سمان اصطادها ''ردار'' الفساد بعدما تجاوزت السرعة المسموح بها في نهب الآبار بشركة سوناطراك، أو في تجفيف البحر بمينائي الجزائر ووهران، بالإضافة إلى حوادث التهريب سواء كانت عبر مراحيض مطار هواري بومدين أو من خلال الطريق السيار، والنتيجة أن أكثر من رأس كبيرة تخضع الآن للحلاقة القضائية الجبرية، في تحقيقات ''مُعقمة'' ومعمقة ضد ''غيلان'' كانت فرصة مصافحتها بمثابة معجزة، لينقلب حالها و''مُعيلها''.. قبل يومين، أضرم فتى في ال21 من ''حريقه'' بولاية سكيكدة، النار في جسده احتجاجا على ''جور'' ما، ليشتوي في عين المكان، ناره من نار ابن شهيد فعلها قبله، وحال الضحيتين من حال عشرات الفارين من ''جهنم'' باتجاه جهنم، وعلامة ''الاستفحام'' في ظاهرة النار، ترى أي فائدة ترجى من سيف حجاج لا يستعمل إلا في حرب القصور، وماذا ستستفيد الجثث المفحمة من سقوط مدير سوناطراك أو حتى وزير الطاقة؟ فالنار توجد ''تحت'' حيث لم يحدث أن تمت مساءلة والٍ مثلا عن رائحة دخان كرسيه، هل مصدرها بقايا من خروف مشوٍ أم بقايا من مواطن اكتوى فاشتوى؟.