اهتز حي الجواجلة ببلدية أولاد يعيش بولاية البليدة على وقع فضيحة إنسانية، بعد اكتشاف أمر السيدة (ن.م) في الأربعين من العمر وابنها (س.م) من مواليد ,1988 يعيشان وسط أكوام من القمامة والفضلات والروائح الكريهة بشقتهما بحي الجواجلة عمارة ,36 حيث تبين إصابتهما بداء الجرب وهو مرض معدي. كما يعانيان من القمل والبق ولسعات الباعوض. وتعاني الأم من هذه الحالة منذ 3 سنوات وقد التحق بها ولدها منذ 8 أشهر بعدما كان يعيش رفقة والده طليق المعنية وهما يعانيان نوعا من الاضطرابات النفسية والعقلية جعلتهما لا يغادران البيت لمدة طويلة. ووقفت ''البلاد'' عند معاينتها لحالتهما على حالة كارثية فهما لا يحسنان التعبير عن حاجتهما لا بالطعام ولا بالنوم ولا حتى عند الشعور بالبرد، بل إنهما يقضيان حاجتهما في نفس المكان، الذي ينامان ويأكلان به. وقد انتشرت الروائح الكريهة المنبعثة من شقتهما الكائنة بالطابق الأرضي حتى وصلت للشقق كلها في أعلى العمارة والجيران يعلمون بحالتهما منذ مدة، لكنهم لم يحركوا ساكنا ولسان حال كل واحد منهم ''نفسي نفسي''. كما أنهما محرومان من الكهرباء والغاز، بعدما قطعا عنهما بسبب عدم تسديد الفواتير. وتعاني الأم وابنها الجوع والفقر المدقع فشقتهما لا تحوي أي شئ من ضروريات الحياة، فلا ملابس ولا أغطية ولا أفرشة ملائمة تحميهم برد الشتاء ولا أحذية. كما التقت ''البلاد'' الشاب سفيان وهو الجار الذي يقوم على تأمين ما يحتاجانه من ماله الخاص، وبدافع إنساني بحت، وقد صرح لنا أنه قصد كل الأبواب طالبا العون للتكفل الصحي بالأم وابنها ليجد كل الأبواب موصدة بوجهه وترفض مختلف المصالح الصحية استقبالهما، ما عدا مستشفى فروجة الذي وبعد تقدم إحدى جاراتهما بشكوى لمصالح الأمن، تدخلت وحدة الحماية المدنية وأخذتهما إلى المستشفى لتقوم الطبيبة (س) بتنظيفهما بنفسها في ''مغسلة الموتى'' وتعاينهما وتوجههما إلى مستشفى بوفاريك -قسم الأمراض المعدية- بعد أن اكتشفت أنهما يعانيان من مرض الجرب، لكن هذا المستشفى رفض استقبالهما تضيف الطبيبة المعاينة كما رفض مستشفى فرانتز فانون استقبالهما هو الآخر، بحجة أنهما لا يشكلان خطرا على من حولهما. وتضيف الطبيبة أن الحل الوحيد لهما في هذا الوقت هو مكوثهما بالمستشفى حتى لا تنتقل عدوى الجرب إلى من حولهما من الجيران وتتوسع دائرة المرض، وهو ما دعا له الشاب سفيان أيضا، بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجهه ليجد نفسه عاجزا عن مساعدة أم وابنها في أمس الحاجة إلى المساعدة.