الكلاب وفضلات الدجاج تحاصر 10 آلاف نسمة بقرية أولاد سلام يعيش سكان قرية أولاد سالم ببلدية بلعائبة (المسيلة) في الآونة الأخيرة ظروفا صعبة في ظل تردي الوضع البيئي الذي ينذر بوقوع كارثة صحية بدأت معالمها تلوح في الأفق من خلال ظهور إصابات بالأمراض الجلدية (اللاشمنيوز والحساسية) وتلك المتنقلة عن طريق الحيوان. وحسب ممثلين عن سكان المنطقة التي يقطنها أزيد من 10 آلاف نسمة والذين زاروا أمس مكتب "النصر" فإن الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء ذلك تعود حسبهم الى الإنتشار الرهيب للأسمدة العضوية المتمثلة في فضلات الدجاج التي يجلبها عدد من التجار ويقومون بتجفيفها بالقرب ووسط عدد من المساكن بذات القرية ليعيدوا بيعها وتسويقها في شكل أسمدة تستعمل في زراعة البطاطا بكل من ولايات ورقلة ووادي سوف وبسكرة. ويؤكد محدثونا أن هذه الأسمدة تنبعث منها روائح كريهة أثرت سلبا على الحياة اليومية للسكان ناهيك عن ظهور أسراب من الذباب الذي غزى البيوت هو الآخر ليتسبب في إزعاجهم حيث لم تنفع معه مختلف المبيدات التي كلفت العائلات الفقيرة أموالا دون فائدة مادام على حد قولهم أسباب تكاثرها ووجودها قائمة. الممثلون أشاروا إلى خطر آخر أصبح يتهدد الصغار قبل الكبار من أبناء القرية يتمثل في تزايد عدد الكلاب الضالة التي باتت تجوب المنطقة وتفرض حظرا للتجول خاصة في الليل ومنتصف النهار بعدما وجدت سببا لذلك يتمثل في توفر أطنان من النفايات على الدجاج الميت والبيض. وهو ما ساعد هذه الحيوانات للتوافد على المنطقة بأعداد أرعبت السكان وجعلتهم يعيشون تحت وقع الخوف والذعر والإشمئزاز من الروائح الكريهة الناجمة عن أكوام الفضلات المنتشرة في محيط المكان. كما تحدث ممثلو السكان عن الإنتشار المفزع للحشرات السامة من العقارب والأفاعي التي تشتهر بها المنطقة خاصة في فصل الحر مؤكدين أنهم لم يكفوا عن مراسلة جميع الجهات المعنية من بلدية ومصالح الصحة والبيئة. وهو ما كلل في الأخير بإيفاد لجنة للوقوف على الوضع البيئي والصحي بالقرية منذ حوالي الشهر من الآن غير أنه لم يلمسوا أي قرار في إتجاه حل المشكلة وتخليصهم من الإزعاج الذي لازال يلاحقهم وهنا أشير بأن التجار عمدوا إلى تنشيط أكثر لنشاطهم المعهود وكأن بهم تلقوا تشجيعا على ذلك من قبل السلطات المحلية والصالح المختصة. ويضيف هؤلاء أنه لم يبقى أمامهم سوى التفكير في الرحيل إلى مكان أكثر أمنا ويتوفر على شروط الحياة الكريمة مادام أصحاب هذا النشاط مستمرون في تحدي الجميع لكسب المال على حساب صحة وسلامة المواطنين الأبرياء من الفقراء والمعوزين في وقت أنه حدث وأن حاول هؤلاء التجار في زمن مضى وغير بعيد إقامة مفرغة لذات النشاط بالقرب من مسكن أحد رجال الأعمال بالبلدية الذي كان غائبا وقتها غير أنه بمجرد عودته وإكتشافه للروائح الكريهة حتى أقام الدنيا ولم يقعدها وشوهد في اليوم الموالي إختفاء أكوام النفايات بشكل كلي وفي هذا السياق يلح محدثونا على ضرورة زيارة الوالي للمنطقة للوقوف على حقيقة الوضعية. من جهتنا إتصلنا أمس هاتفيا برئيس بلدية بلعائبة السيد لعجال ساعد الذي أوضح بشأن هذه القضية أنها متشعبة وأن اللجنة الولائية المختصة بمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان والمياه قد قامت بزيارتين ميدانيتين للمنطقة في الأسبوعين الفارطين وعاينت الوقائع التي جاءت في شكوى السكان في إنتظار إصدار ذات اللجنة قرارها النهائي في الأيام القليلة القادمة والتي يكون من المحتمل أن تستعمل القوة العمومية للقضاء على هذه الظاهرة.