المتتبع لأوضاع البلاد هذه الأيام يدرك بلا شك أن الحال لا يبعث على السرور ، فباستثناء الارتفاع الطفيف للسعر الخام للنفط ، كل شيئ بعده في تراجع وتدن حتى القيم المعنوية و المعايير الأخلاقية . تتبعت ذات مرة هذه الأوضاع مع بعض ذوي الشأن في قطاع التعليم وخلصنا الى أننا أمة تكرس الجهل والأمية ، وتتفاخر بالتأخر والتخلف وتتسامى بالانحلال والعلمانية ، فالتلاميذ يفرحون بالعطل ويبتهجون بالإضراب ، والوزارة تنتفش بالنتائج المفبركة والمغشوشة ، والمربون لايكذبون إن قالوا : نحن زادنا قليل في ظل هذا الجيش العرمرم من المناهج والمصطلحات ، وبضاعتنا مزجاة مع هذه التغيرات الجنونية للطرق التعليمية والمنظومة التربوية . من فترة العشرية السوداء وما تلاها الى اليوم لاحظت تغير الجيل في تركيبته الأخلاقية ، وسلوكياته اليومية . ولم يبق من العادات القديمة إلا ما تشبث به أصحاب العمائم والشيشان ، والخمر واللفائف من ربات الحجال . يوميا تجد في الناس من يلعن هذا الزمن ويلقي باللائمة على الدهر والأيام ، وينسى ما فعلته المنظومة التربوية في أبنائنا و بناتنا ، حيث أنتجت لنا هذا الصنف أو النموذج من البشر الذي يسب الله و يكفر بالوطن ، ويهلل للاجنبي ، ويكتب على الجدران عبارات يخجل أن يلتقي عليها أخوان . من أي طينة نحن ، وماذا نريد أن نكون ؟؟؟ عبارة قالها لي أحد المواطنين الأبرياء . قلت صدقت سؤال في محله : قرأنا في التاريخ : أن ماضي الشعوب يمهد لبناء مستقبل الأمم ، ونحن عرب وأمازيغ رفعنا خسيستنا بالإسلام وكنا سادة العالم لما طبقنا تعاليمه ، واليوم أبهرتنا حضارة الغرب المادية وبدافع تقليد المغلوب للغالب ، رحنا نتتبع سننه شبرا بشبر و ذراعا بذراع ، متخلين عن قيمنا ومبادئنا وديننا ، فلا أقمنا الدنيا ولا حافظنا على الدين ، وأصبحنا نخبط خبطة عشواء ، نريد العزة والرفعة ، ونسينا أو تناسينا أن العزة في الاسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله .