كشف ورثة الكاتب الراحل أبو العيد دودو أمس، عن اعتزامهم رفع دعوى قضائية ضد ''منشورات جمعية الاختلاف'' الجزائرية و''الدار العربية للعلوم'' على خلفية إقدام ''الاختلاف'' سنة 2001 على نشر طبعة جديدة من رواية ''الحمار الذهبي'' ل''لوكيوس أبوليوس'' التي ترجمها من اللاتينية إلى العربية أبو العيد دودو، وذلك دون إذن من ورثة الكاتب، أو عقد يضمن حقوقهم. وفي هذا الإطار، أكدت زوجة الروائي الراحل ''إيما دودو''، خلال لقاء جمعها بالصحافة أمس، بأن خلافا وقع بين عائلتها ومديرة ''منشورات الاختلاف'' بعدما قامت هذه الأخيرة بنشر طبعة من كتاب ''الحمار الذهبي'' سنة 2001 بدون عقد أو اتفاق بينها وبين أبو العيد دودو، لتعيد نشر الطبعة الثانية عام 2004 قبل وفاة الكاتب، في حين تم نشر طبعة ثالثة بعد وفاته بدون عقد أو أي وثيقة رسمية تضمن حقوق التأليف، كما جاء على لسانها. وأوضحت أرملة الكاتب بأن مازاد الطين بلة هو أن رواية ''الحمار الذهبي'' تباع في بيروت بدون علم منها أو علم عائلتها، مضيفة أنها كانت قد اتفقت مع مديرة ''الاختلاف'' على تسوية الأمر في لقاء بينهما، غير أن هذا الاتفاق، حسب المتحدثة، لم يتم بالنظر إلى تماطل مسؤولة الدار في الإيفاء بالتزاماتها، واختفت منذ ذلك اللقاء دون أن تترك عنوانا أو وسيلة للاتصال بها ولا ترد على مكالمات ورثة الكاتب الراحل، على حد تعبيرها. وفي السياق ذاته، قالت ''إيما'' إن زوجها الراحل وضع ثقته في ''منشورات الاختلاف''، غير أنها استغلت طيبته لتقوم بما قامت به، وأكثر من ذلك، حسبها، هو أن طبعة ''الحمار الذهبي'' تضمنت الكثير من الأخطاء التي شوهت مضمونه. من جهة أخرى، كشفت أرملة الكاتب الراحل، أن الورثة يخططون لإهداء المكتبة الخاصة لأبي العيد دودو للمكتبة الوطنية، حيث تضم هذه المكتبة أكثر من 3000 عنوان كان مقررا إهداء 1232 منها إلى مكتبة جامعة الجزائر، قبل أن يستقر الأمر على تخصيصها كلها لصالح المكتبة الوطنية لاعتقاد ورثة دودو أن أعماله ستضيع في المكتبات الجامعية ولن يتم الحفاظ عليها بالشكل الذي يلق بها وبقيمتها الأدبية. وتعد ترجمة أبو العيد دودو ل''الحمار الذهبي'' من اللاتينية إلى العربية، من أهم وأنفس ما قدم للمكتبة العربية. واختار دودو في ترجمته لهذه الرواية التي تعتبر أول رواية في تاريخ الإنسانية، كلمات عربية قديمة كي يجعل القاري يعيش أجواء الأحداث في زمنها البعيد، وهو زمن ''السحر وأمزجة الآلهة. وقد عانى دودو الذي توفي يوم الجمعة 16 جانفي ,2004 كثيرا من مشكلة النشر وما زالت عشرات المخطوطات الإبداعية في مختلف الميادين من ترجمة ودراسة وإبداع أدبي تتكدس في بيته الصغير بأعالي العاصمة، كما يوجد غيرها لدى عدد كبير من دور النشر الجزائرية والأجنبية، رغم أن وزارة الثقافة طبعت مجموعة من أعماله سنة .2005 ،