قرّر ورثة الكاتب الجزائري أبو العيد دودو، رفع دعوى قضائية ضد ''منشورات جمعية الاختلاف'' و''الدار العربية للعلوم'' التي يوجد مقرها في لبنان، بعد أن قامت الدار بنشر طبعات جديدة من الترجمة التي أنجزها أبو العيد دودو لرواية ''الحمار الذهبي'' دون اتّفاق معهم. وحسب ما أكّده صهر المرحوم أبو العيد دودو لوكالة أنباء الشعر العربي، فإنّ ''دار الاختلاف نشرت كتاب ''الحمار الذهبي'' دون عقد يضمن حقوقنا ولا إذن منا نحن ورثة المرحوم، وأنا أؤكّد أنّنا لسنا مهتمين بالحقوق المادية بقدر ما يهمّنا الحق المعنوي للكاتب أبو العيد دودو''. وأضاف الطاهر دودو قائلا : ''الكتاب تمّ طبعه ثلاث مرات خارج الاتّفاق، ورئيسة رابطة الاختلاف آسيا موساي تحدّثت منذ سنوات مع زوجة المرحوم بخصوص حقوق المؤلف لكن إلى اليوم لم نلتق هذه السيدة''. وفي ردّه على ما أفاد به ورثة المرحوم أبو العيد دودو، أجاب ممثل دار الاختلاف، الروائي بشير مفتي، في تصريح للوكالة متسائلا ''لا أدري في الحقيقة ما هي الخلفيات الحقيقية من وراء إثارة هذا الموضوع، وأرجح أنّ بعض القائمين على دور النشر والذين أصبح نجاحنا يزعجهم لم يجدوا من وسيلة للوقوف في طريقنا سوى زرع البلبلة''. واعتبر مفتي أنّ الترجمة من الناحية القانونية ليست كالتأليف، كونها ليست قابلة للتوريث، وإنّما هي عمل يقوم به المترجم مع دار النشر التي تسلّم له الحقوق في تلك اللحظة. وأضاف مفتي موضّحا ''نحن نشرنا للمرحوم أبو العيد دودو الترجمات وليس المؤلّفات، مع العلم أنّ عددها كبير جدا حيث بذلت الجمعية جهودا كبيرة بعد وفاة دودو لإعادة طبع كلّ المخطوطات التي لم تنشر رغم أنّها كانت هدية منه للاختلاف.. أمّا بالنسبة لحقوق المؤلف فقد استلمها الكاتب عندما كان حيا ولم تحدث بيننا وبينه أيّ مشكلة ولماذا لم يحتج الكاتب عندما كان حيا، وهنا أعود لأقول هناك بعض الأطراف التي تحاول زرع المشاكل بيننا وبين عائلة أبو العيد دودو''. وتعتبر رواية ''الحمار الذهبي'' من أهم الأعمال الإبداعية التي أنجزها الراحل أبو العيد دودو وهي رواية نوميدية للوكيوس أبوليوس وأوّل رواية في تاريخ الإنسانية وصلت كاملة، وهي عبارة عن 11 كتابا تحكي بشكل أساسي قصة إنسان يهتم بالسحر، ويحب أن يتحوّل إلى طير، ولكنه يتحوّل إلى حمار، وبالإضافة إلى الحدث الرئيسي، تحتوي الرواية بين طياتها، قصصا تطول وتقصر ليست على علاقة وطيدة بالنص الأصلي وعددها 17 قصة، بعضها شهده البطل بنفسه، والبعض الآخر سمعه. ويعد الكاتب الراحل أبو العيد دودو من بين أبرز المثقفين في الجزائر الذين عملوا في صمت على إنتاج ثقافة نوعية، فقد كتب القصة والمسرحية والأسطورة والدراسة النقدية والدراسة المقارنة وقصيدة النثر، كما مارس الترجمة إلى العربية من أكثر من لغة، وترجم إلى الألمانية بعض قصصه وقصائد عدد كبير من الشعراء الجزائريين المعاصرين