اعتقل الأمن الفرنسي، صبيحة أمس، أربعة عشر تونسيا بشبهة التخطيط لتهريب الجزائري إسماعيل آيت علي بلقاسم المحكوم عليه بعقوبة المؤبد بتهمة الضلوع في تفجيرات ميترو أنفاق باريس سنة .95 كما ذكرت المصادر ذاتها أن جهات الاعتقال استمعت إلى المتهم المذكور دون أن تكشف طبيعة النقاش الذي دار معه·ولم تستبعد المصالح ذاتها أن تكون المجموعة التي ألقي عليها القبض قد خططت لتهريب جزائري آخر محكوم عليه أيضا في قضية ميترو الأنفاق، ويتعلق الأمر بالمدعو جمال بغال الذي ألقي عليه القبض بإحدى الدول العربية سنة .2001 وحسب المديرية الفرعية لمكافحة الإرهاب بجهاز الاستخبارات الفرنسي، فإن رصدها مخطط التهريب جاء بناء على مكالمات هاتفية تكون قد تصنتت عليها وهو ما أكدته محجوزات الأسلحة والأموال التي عثر عليها عند اقتحام منازل المجموعة حسب الأمن الفرنسي دائما· تجدر الإشارة إلى أن المعلومات الواردة من باريس تؤكد أن بغال وآيت سعيد كانوا ينشطون تحت إمرة بوعلام بن سعيد أحد العناصر الذين أوفدهم ما كان يسمى آنذاك الجماعة المسلحة المعروفة ب''الجيا''· ولا يستبعد أن تكون محاولة سماع الجزائري آيت سعيد من قبل الأمن أو القضاء الفرنسي مرتبطا بما استجد في منطقة الساحل مع اختطاف الرهينة الفرنسي واشتراط تنظيم ما سمي ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، الإفراج عن معتقليها في فرنسا مقابل إطلاق سراح الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو، مما يعني أن القضية قد تكشف عن أسرار أخرى خاصة أن سوابق باريس مع مسائل الفدية والإفراج عن الإرهابيين مقابل تخليص رعاياها أضحت معروفة، ولعل آخرها الضغوط التي مارستها على مالي مقابل الإرفاج عن المختطف بيار كامات·ولعل ما يؤكد هذا التوجه هو المؤشرات الفرنسية التي تلونت بالأحمر بخصوص حظوظ ساركوزي في الترشح لعهدة ثانية رغم النقاط المهمة التي سجلها بإنهاء أزمة الجسوسة الفرنسية، كلوتيد، بعد أن أطلقت السلطات في إيران سراحها قبل يومين، مما يوحي بأن ساركوزي لن يتردد في السعي جاهدا لإنقاذ حظوظه في الترشح باستعمال ملف الرهينة الفرنسي طالما أنه أحد الملفات المربحة في سوق السياسة الداخلية الفرنسية·