طردت السلطات المحلية لدائرة براقي 52 عائلة مشردة كان قد جرى إسكانها مؤقتا داخل حظيرة البلدية بعد هدم مساكنها بحي كابل الفوضوي، وذكرت الأسر المعنية أن مصالح البلدية قامت صباح أمس في حدود الساعة الخامسة فجرا بعملية مداهمة قامت على إثرها مصالح الشرطة وقوات مكافحة الشغب بإخراجهم عنوة من الحظيرة التي آوتهم لمدة أسبوع بعد أن قضوا قرابة 15 يوما في العراء على أرصفة الشوارع. وتعد هذه المرة الثالثة على التوالي التي تقوم فيها بلدية براقي بمطاردة العائلات ال 52 بأمر من الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لبراقي محمد لبقة، وكانت ''البلاد'' في وقت سابق قد تطرقت لمأساة هذه العائلات التي تعود تفاصيلها إلى ما قبل ثلاث أسابيع حين وجدوا أنفسهم غير معنيين بقرار الترحيل الذي شمل 182 عائلة كانت تقطن في ذات الحي القصديري الذي عاشت فيه العائلات المعنية أكثر من 15 سنة، ومع ذلك جرى إقصاؤهم دون إطلاعهم على سبب هذا القرار الذي وصفوه بالجائر في حقهم، لتبدأ بذلك معاناتهم بعد هدم منازلهم الهشة ليجدوا أنفسهم دون مأوى الأمر الذي دفعهم إلى نصب خيم مؤقتة على أحد أرصفة البلدية لحين إيجاد حل لمشكلتهم، لكن الوالي المنتدب أمر مصالح البلدية بعد 5 أيام فقط بطردهم من ذلك المكان ومصادرة أمتعتهم ووضعها في حظيرة براقي. وتم تحويلهم إلى حظيرة البلدية قبل أسبوع من اليوم مع إلزامهم بالتوقيع على محاضر تثبت ممتلكات كل عائلة داخل الحظيرة وهي العملية التي تمت بحضور محضر قضائي، لكن تفاجأ صبيحة أمس أفراد هذه العائلات بما أسموه ''هجوما مباغتا'' قامت به السلطات المحلية والأمنية لطردهم رفقة نسائهم وأبنائهم من دون حتى إخطارهم مسبقا بقرار الطرد الأمر الذي سبب هلعا وبكاء وسط الأطفال وكبار السن. والغريب في الأمر حسبما تذكره العائلات، فإن المسؤولين المحليين سواء على مستوى البلدية أو الدائرة الإدارية قد رفضوا استقبالهم أو الاستماع إليهم، في حين قاموا بتطويق دار البلدية والدائرة بعشرات عناصر الشرطة وكذا وحدة خاصة لمكافحة الشغب، لمنع أي انزلاق قد يحدث على غرار الذي شهدته براقي قبل أكثر من أسبوع. وأمام انغلاق الأبواب كلية في وجه العائلات المشردة حاول أفراد منها التوجه في فوجين إلى مقر الولاية وسط العاصمة لرفع شكواهم مباشرة إلى الوالي محمد عدو الكبير، لكن عناصر الأمن قامت بتوقيف الحافلة التي كانت تقلهم عند مخرج براقي، بعد أن نجح الفوج الأول منهم في الوصول إلى وسط العاصمة، وعلى إثر ذلك جرى اعتقال عدد منهم وتحويلهم إلى مركز للشرطة، حيث تم سماعهم وحررت محاضر ضدهم. وذكرت الأسر المنكوبة أن أملهم الوحيد في رفع الحيف الذي ألحق بهم يبقى تدخل الوالي محمد عدو الكبير بصفة مباشرة، ليستمع لمعاناتهم ويعرف حقيقة الوضع القاسي الذي يكابدونه.