أمرت الدائرة الإدارية لبراقي، 52 عائلة كانت تقطن بحي ''كابول'' بمغادرة المكان الذي لجأت إليه هذه العائلات، بعدما تم هدم السكنات القصديرية التي كانت تأويها منذ منتصف التسعينيات، كما تم إقصائهم من عملية الترحيل التي قامت بها السلطات المحلية لبراقي قبل أيام قليلة. وقد فوجئت أمس، 52 عائلة كانت تفترش رصيف إحدى المدارس الابتدائية بحوش ميهوب الواقع ببلدية براقي، بقرار الوالي المنتدب القاضي بطردهم من أماكنهم. حيث حضر بعض مسؤولي بلدية براقي لتبليغ العائلات المشردة بالقرار الصادر عن الدائرة الإدارية وجرى تبليغهم إياه شفهيا حسبما ذكره السكان، واستنجدت السلطات بقوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني لطرد العائلات المعنية. وبحسب ما صرح به هؤلاء، فقد أحضرت بلدية براقي الشاحنات وعدد من العمال لنقل أثاث الأسر ''المنكوبة'' إلى حظيرة البلدية، أما السكان فقد ابلغوا بأنهم ممنوعون من دخول الحظيرة وعليهم تدبر أمرهم. ولم يستسغ المعنيون بقرار الطرد هذا الإجراء. حيث رفضوا المغادرة إلى أي مكان ودخلوا في مناوشات محدودة مع عناصر الدرك، ولمنع العائلات من العودة إلى الرصيف الذي آواهم لأيام بعد تهديم مساكنهم الهشة وتركهم وأبنائهم في العراء، قامت السلطات ''بحرث'' كامل للمنطقة. وحاولت ''البلاد'' أمس، الاتصال بالوالي المنتدب لدائرة براقي محمد لبقة لمعرفة أسباب طرد السكان، إلا أن هاتفه النقال ظل يرن كالعادة من دون أن يجيب علينا، ونفس الحال تكرر مع مسؤولي الدائرة، حيث أبلغتنا إحدى الموظفات أنهم جميعا خارج مكاتبهم. من جهته، قال رئيس بلدية براقي شافعة عز الدين في اتصال مع ''البلاد''، إن مسؤولية إسكان هذه العائلات تقع كاملة على عاتق الدائرة، وأضاف أن قرار الطرد والتهديم قد صدر من ذات المصالح وما على البلدية إلا تنفيذ القرار.