تُواصل أسعار النفط حاليا، مسار تراجعها الذي بدأ منذ أكثر من أسبوعين بسبب التأثير الذي خلفته أزمة اليونان على الاقتصاديات الأوروبية وارتفاع المخزون الأمريكي، وهي عوامل ظرفية قد تنعش أسعار النفط مجددا بعد زوالها. وفي هذا الإطار، أفادت منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' أن أسعار النفط تراجعت من مستوى 36,84 دولارا في بداية ماي الجاري إلى 64,69 دولارا بعد حوالي 20 يوما، مضيعة نحو 15 دولار أو وبما يساوي 5,17 في المائة من قيمتها في غضون أسبوعين تقريبا وهو معدل مرتفع للغاية. وأوضح خبراء في المجال النفطي، أنه لا يوجد سبب آخر لانخفاض أسعار النفط سوى أزمة اليونان وارتفاع المخزونات النفطية في أمريكا، لاسيما من خلال انعكاس أزمة اليونان على قيمة الأورو ومن ثمة حجم استهلاك النفط وأسعاره. وذكروا أن أساسيات سوق النفط من عرض وطلب ماتزال على حالها دون تغيير، في حين أن دول آسيا وخصوصا الهند والصين مازالتا تشكلان قوة استهلاكية كبيرة. وحول موقف دول منظمة الأوبك من هذا الانخفاض وإمكانية قيامها بمراجعة الإنتاج، قال الخبراء إن المنظمة يجب ألا تتسرع في اتخاذ أي موقف تجاه الهبوط الحالي، لأن الأمر لم يتبلور بعد والصورة لم تتضح بشكل كامل، ومن ثمة فإنه من المستبعد أن تقدم المنظمة على اتخاذ أي قرار. ويذكر أن دول منظمة أوبك تسعى إلى الوصول إلى سعر يتراوح بين 70 و80 دولار لبرميل النفط باعتبار أن هذا السعر يحقق مصالح المستهلكين والمنتجين الراغبين في تطوير منشآتهم وحقولهم النفطية. كما تعتبر الأسعار الحالية أفضل بكثير من المستويات التي وصلت إليها خلال العامين الماضيين حيث تراجعت إلى مستوى 32 دولارا للبرميل في نهاية ديسمبر 2008 .