انتقد عبد الرزاق مقري التعتيم الذي مارسه التلفزيون الجزائري على أسطول الحرية، خاصة قبل الاعتداء الذي تعرض له هذا الأخير على يد القوات الصهيونية فجرا. وكشف مقري أن أعضاء الوفد الجزائري اتصلوا مرات عديدة مع المعنيين في التلفزيون الجزائري، وأبدوا استعدادهم لتمكين المؤسسة الإعلامية الجزائرية الثقيلة بأحدث الأخبار وأن يوافوهم بتفاصيل إبحار الأسطول لحظة بلحظة. فضلا عن الصور والتصريحات ليكون التلفزيون الجزائري مواكبا للحدث، شأنه شأن القنوات الأجنبية ذات التأثير العالمي على غرار الجزيرة والعربية وغيرها من الفضائيات والقنوات الأخرى، خاصة وأن الوفد، يضيف مقري، كان في حوزته جهازي هاتف نقال من نوع ثريا وكاميرات كفيلة بنقل الصورة. ولم يفصح مسؤول الوفد الجزائري في الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس بالمركز الدولي للصحافة بالقبة، عن الأسباب والخلفيات التي حالت دون تغطية التلفزيون الجزائري للحدث وبقى في حدود العتاب، كما لم يكشف في نفس هذا الاتجاه إن كان قد نسق قبل الرحيل مع مسؤولي التلفزيون الجزائري أم فاته ذلك، ويبدو أن مقري فضل السكوت عن كون التلفزيون الجزائري وكعادته، تأخر كثيرا في الحديث عن خبر الاعتداء على الأسطول. كما فضل مقري السكوت عن موقف الخارجية الجزائرية في الساعات الأولى للاعتداء، مفضلا الإشادة بالدور الرسمي الجزائري بعدما تم اعتقال المشاركين في القافلة، وهو ما أكده رئيس حمس في تدخلّه، حين اعتبر أن الخارجية الجزائرية كانت مقطوعة عن كل معلومة بعد الاعتداء مفسرا ذالك بعدم وجود علاقات بين الجزائر والكيان الصهيوني. وكشف سلطاني أن حمس كانت المصدر الوحيد للخارجية الجزائرية قبل أن تتدخل الأردن ومصر وباريس على خط موافاة الخارجية بالمعلومات حول ما حدث وعن أحوال الوفد الجزائري. ليعود مقري مجددا للحديث عن أبعاد ما أسماه بغزوة ''أسطول الحرية''، مؤكدا أن أغلب القناصلة الذين التقى بهم في أروقة السجن الصهيوني كشفوا له دون تردد أن الكيان الصهيوني أصبح مهددا في وجوده وأن بقاء هذا الكيان لن يدوم أكثر من عقد من الزمن أو عقد ونصف. ودعا مقري العرب والمسلمين في المغرب العربي ومشرقه إلى الانخراط في عملية التحولات السريعة التي ستشهدها المنطقة بسقوط الكيان الصهيوني وافتكاك مكانة محترمة في ساحة تنافس إيران وتركيا على قيادة العالم الإسلامي. كما اعتبر مقري أن أسطول الحرية حقق أكثر من أهدافه، وتوقع أن يكون للرأي العام العالمي وبالأخص الغربي دور المرجح في الضغط على الحكومات الغربية التي باتت -يقول مقري- يرهقها الإنفاق على إسرائيل دون أن يفوته الحديث عن وحشية الصهاينة وعن بسالة الوفد الجزائري.