التحقيقات باشرتها مصالح الدرك الوطني بسكيكدة علمت "البلاد"، أمس من مصادر متطابقة أن مالايقل عن 60 متهما بينهم 6 إطارات سامية من مدراء سابقين وحاليين، و7 نساء من مؤسستي "جيانال" و"صوميك" قد مثلوا أمام قاضي التحقيق لدى محكمة سكيكدة، بتهم تتعلق بتبديد أموال عمومية ومعاملات مشبوهة وتحويل معدات وأجهزة تقنية، وهي القضية التي تورط فيها جزائريون يعملون في شركة "كابيار" الأمريكية. وكانت مصالح الدرك الوطني بسكيكدة، قد باشرت تحقيقات معمقة في قضايا فساد تورط فيها مسؤولون سامون بسوناطراك، بينهم المدير السابق ل "جيانال" الذي تورط في اختلاس أموال تقدر بالملايير. وقدعلمنا، أن رجال الدرك داهموا منازل المتورطين في عمليات تفتيش بعد ورود معلومات حول تحويل معدات هامة، كما قامت فرقة الدرك على مستوى إقليم العربي بن مهيدي ضمن دائرة اختصاصها، بكشف أرصدة الحسابات البنكية الخاصة ب 8 إطارات يعملون بشركتي "صوميك" و"جيانال" اللتان تعدان من أكبر المؤسسات التابعة لسوناطراك والقائمة على أكبر المشاريع، بينها مشروع "ميقاترا" المنتظر استلامه في غضون 2014. وأضاف ذات المصدر، أن قاضي التحقيق لدى محكمة سكيكدة، استمع إلى عدد من الإطارات ليعطي وكيل الجمهورية على إثرها أمرا بتفتيش منازل المتورطين. يذكر أن المعنيين، يملكون عقارات في سكيكدة وفي ولايات أخرى، ما لفت انتباه الجهات الأمنية التي حسب المصادر توصلت إلى وجود ثغرات مالية كبيرة على مستوى عدد من شركات سوناطراك، في إشارة إلى احتمال تورط الشركات الأجنبية في هذه القضية. في انتظار ما ستضفي اليه التحقيق الذي فتحته مصالح الدرك، كانت مصالح البحث والتحري التابعة لفرقة الدرك الوطني بسكيكدة، قد باشرت تحقيقاتها نهاية السنة الفارطة مع مسؤولي مؤسسة الصيانة الصناعية ''صوميك''، بعد ورود تقارير عن وقوع تجاوزات في التسيير وتبديد المال العام، حيث تم الاستماع لإطارات وللمدير الحالي للمؤسسة. وبعد إرسال التقرير إلى العدالة، أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة سكيكدة باستئناف التحقيق، حيث تم استدعاء المدير السابق للمؤسسة وسماعه في محضر رسمي من أجل حصر التهم الموجهة، وفي سياق متصل قام مسؤولون بالشركة بكراء ''آلات حفر ومعدات ميكانيكية'' من الخواص دون إجراء مناقصات والاكتفاء بمنح الصفقات عن طريق التراضي، كما تم عقد صفقات مع مؤسسات خاصة للتكفل بصيانة العتاد الصناعي بعقود لم يتم تجديدها منذ مدة، رغم أن دفتر الشروط ينص على تجديد العقد مع كل صفقة. وفي سياق ذي صلة، تمكنت مصالح الفرقة الإقليمية لدرك رمضان جمال بسكيكدة في وقت سابق من تفكيك شبكة دولية مختصة في تهريب الأنابيب البترولية بالعملة الصعبة، على أنها نفايات حديدية من داخل المنطقة الصناعية سوناطراك بسكيكدة، بتواطؤ من موظفين بالشركة، حيث أثبتت التحقيقات أن أطنانا من الحديد استنزفت شركة سوناطراك وهربت إلى الخارج، حيث يتم إخراج أنابيب بترولية من الحجم الكبير باسم نفايات حديدية بتواطؤ مع 3 موظفين، ويتعلق الأمر بمراقبين ورئيس مصلحة العتاد في المنطقة الصناعية سكيكدة، وهذا بالتنسيق مع مافيا تهريب النفايات الحديدية، وأسفرت العملية على حجز 15 أنبوبا من الحجم الكبير، أي ما يعادل 150 قنطارا من الحديد مهربة بطريقة غير قانونية داخل شاحنتين مقطورتين، وهذا على مستوى الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين الحروش وقسنطينة، كما تم تحديد هوية 8 متهمين تم تقديمهم إلى العدالة بالتهم السالفة الذكر.