أشعلت قفة رمضان فتيل الاحتجاجات مجددا بوهران، مثلما شهدته العام الفارط. عكس تطمينات المسؤولين وعلى رأسهم الوالي، بأن توزيع قفة رمضان لهذا العام سيكون عادلا وأن جميع المحتاجين سيستفيدون منها، احتجت أمس عشرات العائلات أمام مقري بلديتي بئر الجير والسانيا، حيث اعتصم شيوخ وأرامل منذ صبيحة أمس أمام مقر بلدية بئر الجير فحاصروها وافترشوا أرضية ساحة البلدية تحت أشعة الشمس الحارقة، تنديدا بحرمانهم من قفة رمضان، رغم حصولهم على وصولات تسليم. وقد وجه المعتصمون رسالة إلى والي وهران يطالبونه بالتحقيق في مصير ووجهة قفة رمضان، وتطبيق وعوده التي قطعها على نفسه بشأن استفادة جميع المحتاجين والمعوزين منها، حيث أبدى المحتجون امتعاضهم من السطو على مستحقاتهم وحرمانهم منها، وهي الظاهرة التي تتكرر مع بداية كل شهر رمضان. ولم يتسبعد المعتصمون أن تكون حصتهم من قفة رمضان قد تم السطو عليها واستفاد منها غير مستحقيها. كما اعتصمت منذ صباح أمس أيضا عشرات العائلات أمام مقر بلدية السانيا حاملة أكياسا وقففا فارغة احتجاجا على عدم حصولهم على قفة رمضان رغم مرور خمسة أيام، حيث وقف شيوخ وأرامل أمام مدخل البلدية وافترشوا الرصيف، مطالبين بلقاء رئيس البلدية للاستفساره عن مصير حصتهم من قفة رمضان رغم تسجيل أسمائهم في قائمة المستفيدين. وأعرب المحتجون ل"البلاد" عن استنكارهم حرمان العائلات الفقيرة من هذه القفة التي لا تكفي عائلة لأسبوع، حسب تعبير أحد الشيوخ المعتصمين الذي قال بنبرة فيها الكثير من الحسرة إنه من العجب أن يتم حرمانهم منها ويطمع فيها مسؤولون. ولم يستبعدوا أن تكون حصتهم قد تعرضت للبيع أو استفاد منها غير مستحقين لها. وكانت عملية توزيع قفف رمضان قد انطلقت يوما قبل شهر رمضان، حيث تسبب عملية التوزيع في شجار ب"دوار" السانيا بين معوزين ومشرفين على عملية التوزيع، وتسبب الشجار في إتلاف نسبة من المواد الاستهلاكية. وكانت عشرات العائلات قد اعتصمت أول أمس بحي النجمة، شطيبو سابقا، أمام مركز التوزيع بإحدى الابتدائيات تنديدا بعدم استفادتهم من قفة رمضان أيضا. ولاتزال عملية التوزيع متواصلة على مستوى العديد من البلديات على غرار بلدية الكرمة لتوزيع 5000 قفة، بعدما تم توزيع 6700 قفة ببلدية وهران.