عادت الذاكرة باللاعب البوركينابي السابق لاتحاد العاصمة والمتوج بلقب كأس الجمهورية مع جمعية الشلف إلى الوراء، حيث تطرق في هذا الحوار لعدة أمور شيقة حدثت له مع اتحاد العاصمة والنادي الشلفي أيضا، لا سيما في شهر رمضان، حيث كان بالبون يحظى بدعوات الإفطار بعد كل حصة تدريبية كما تحدث اللاعب عن أطباقه المفضلة والتي لم يتناولها منذ مدة أو بالأحرى منذ مغادرته للدوري الجزائري. * كيف هي أحوالك؟ * أنا بخير والحمد الله، وأغتنم هذه الفرصة لكي أتمنى رمضان مبارك لكامل الأمة الإسلامية وللشعب الجزائري أيضا ولكل عشاق اتحاد العاصمة وجمعية الشلف. * ماهو جديد بالبون وهل طلقت كرة القدم أم مازلت وفيا للمستديرة؟ بعد مشوار أصفه بالبطولي مع الأندية الجزائرية، خاصة إتحاد العاصمة وفريق جمعية الشلف، تعرضت لإصابة خطيرة على مستوى الركبة، أجبرتني على العودة إلى بوركينافاسو مسقط رأسي من أجل الخضوع للعلاج والتعافي نهائيا من تلك الإصابة التي أخلطت كامل أوراقي وعجلت بتراجع أدائي. *ماذا حدث بعد تعرضك للإصابة وهل تعافيت منها؟ * الإصابة التي تعرضت لها في الدوري الجزائري جعلتني أتوقف لموسمين كاملين، قبل أن أدشن عودتي من جديد إلي الملاعب من بوابة نادي ڤابس التونسي، وفي الوقت الذي بدأت أستعيد فيه عافيتي من جديد مع ذلك النادي، عادت لعنة الإصابة لتطاردني من جديد وأخلطت كامل أوراقي، بدليل أنني أخضع حاليا للعلاج. * هلا حدثتنا عن الأجواء الخاصة بالبطولة الجزائرية وكيف عشت مسيرتك مع إتحاد العاصمة وجمعية الشلف؟ *بصراحة، الأجواء الخاصة بالبطولة الجزائرية لا يمكن وصفها أو معايشتها في بطولات أخرى، خاصة أن الجزائر تملك جمهورا من ذهب لا سيما "المسامعية" وهم أنصار اتحاد العاصمة والذين لن أنساهم طيلة حياتي. *كيف عشت أولى خطواتك مع اتحاد العاصمة ومن هم اللاعبون الذين كنت قريبا منهم جدا؟ * مسيرتي في اتحاد العاصمة مكنتني من اكتشاف البطولة الجزائرية جيدا، وأتعرف على رجال بأتم معنى الكلمة، على غرار عمار عمور، دزيري بلال وخاصة منير زغدود الذي أحييه بالمناسبة، ولن أقوى على نسيان أفضاله وخيره، بصراحة ما فعله معي زغدود في الإتحاد وحتى بعد مغادرتي للإتحاد، لن يقوى أي لاعب آخر على فعله حتى ولو تعلق الأمر بشقيقي. *ما هو سر مدحك لزغدود وماهي المواقف التي قام بها الأخير؟ * زغدود كان بمثابة الأخ الأكبر الذي كنت أحترمه وآخذ بنصائحه دائما، حتى بعد مغادرتي لفريق اتحاد العاصمة، حيث كان في كل مرة يستفسر عن أحوالي وكان يدعمني من الجانب المعنوي ويساعدني ماديا أيضا.. بصراحة زغدود مثال في الأخلاق وهو شخص غير عادي داخل وخارج الميدان. * ماهو الموقف الرجولي الذي فعله معك زغدود ولا تزال تتذكره؟ * قبل مواجهة البطولة بين اتحاد العاصمة ومولودية وهران، أجبرت على العودة إلى بوركينافاسو لأسباب عائلية، وقبل يومين من الموعد الرسمي للقاء عدت إلى الجزائر، لكن خيبة أملي كانت كبيرة بعدما علمت أن المدرب أبعدني عن القائمة المدعوة للمشاركة أمام الحمراوة، وجن جنوني يومها، خاصة أنني كنت في أمس الحاجة لمنحة الفوز بعدما أنفقت كل أموالي على عائلتي، وبعد المباراة وفي رحلة العودة إلى الديار وجدت قيمة مالية قدرها 10.000 دينار في الجيب، وهو المبلغ الذي قدمه لي منير زغدود دون أن أشعر، حتى يهدئ من روعي ويبعد الغضب عني. لذا لن أقوى على نسيان أفضال اللاعب منير زغدود الذي كان مثالا بأتم معنى الكلمة داخل وخارج الميدان. * كيف كانت مسيرتك مع إتحاد العاصمة؟ *مسيرتي مع الاتحاد كانت ناجحة، خاصة في ظل وجود لاعبين كبار من حجم دزيري الذي كان شبيها بمحرك الديزل، ولما يكون دزيري في يومه فالإتحاد يقصف بالثقيل، لا سيما أن القاطرة الأمامية للنادي العاصمي كانت قوية ومدعومة بلاعبين كبار، خاصة عمار عمور الذي كان مثالا في الأخلاق. * هل صيام شهر رمضان كان يشكل بالنسبة لك أمرا خاصا؟ * صيام رمضان في الجزائر أمر فريد من نوعه،لم أتمكن من عيشه لا في بلدي ولا حتى في الدوري التونسي، والأدهى والأمر من ذلك أنني كنت دائما قبلة عشاق اتحاد العاصمة وخاصة اللاعبين، الذين كانوا دائما يدعونني لتناول وجبة الإفطار في ديارهم بعد كل حصة تدريبية، وهو الأمر الذي استحسنته كثيرا وجعلني أعتاد على الأجواء الرمضانية في الجزائر، ولم أشعر في يوم من الأيام أنني غريب عن ذلك البلد الذي يعد بلدي الثاني ولن أنساه طيلة حياتي. * ماهي الوجبات التي كنت تحبذها في شهر الصيام؟ *البوراك والشربة ولحم الحلو، هي الأطباق المشهورة في الجزائر ولم أتذوق طعمها منذ أن غادرت البطولة الجزائرية، ولو طلب مني أن أقضي الشهر المفضل في الجزائر من جديد سأفعل ذلك دون أي تردد. * من هم اللاعبون الذين كانوا يتأثرون بالصيام في اتحاد العاصمة؟ * دزيري بلال كان أكبر المتؤثرين في شهر الصيام، وكان شديد النرفزة، خاصة أنه كان مدمن على "الشمة"، وهو الأمر الذي كان يجعله يفقد صوابه في بعض الأحيان. * ما هو الفرق بين مسيرتك في اتحاد العاصمة وجمعية الشلف؟ * فريق اتحاد العاصمة هو ناد شعبي ومعروف وقوته كانت تكمن في مسيريه الذين كانوا حريصين على هذا الفريق وعلى مصلحته. أما قوة جمعية الشلف فكانت تكمن في روح المجموعة، حيث كانت هناك غيرة بين اللاعيين وحب لهذا الفريق، والدليل القاطع على ذلك، هو أن المدينة تجندت عن آخرها قبيل نهائي كأس الجمهورية الذي فزنا به على حساب اتحاد سطيف وأهدينا المدينة أول لقب. *ما هو اللقاء الذي بقي عالقا في ذهنك خلال مسيرتك في البطولة الجزائرية؟ *أحسن لقاء في مشواري كان ضد مولودية العاصمة، وكنت آنذاك أحمل ألوان جمعية الشلف، وفزنا على العميد بهدفين، وتأهلنا إلى النهائي وسجلت يومها هدفا رائعا وضعت بموجبه فريقي في السكة السليمة. *هل تتويجك مع جمعية الشلف بكأس الجزائر يبقى أحسن ذكرى لك؟ * بالتأكيد، تتويجي بكأس الجمهورية سيظل عالقا في الأذهان، ولن أنساه أبدا. *هل من كلمة أخيرة؟ *لن أنسى مائدة الإفطار ونفحات شهر رمضان ومطاعم الرحمة في الجزائر والتي كانت تجعلني أشعر بدفء الوطن ولن أنسى أفضال الجزائر. كما أنني لن أنسى لحظة تسلمي لميدالية نهائي كأس الجمهورية من رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة.