الروائي الكبير محمد ديب كتب ''الحريق''، وبعض الجزائريين الذين جاءوا من بعده (بعد إطفاء الحريق) تفننوا في الحرق، فجاء بعد الحريق.. الحرافة والحرفة أي الهدة للخارج. كما يقول الوهرانيون مع ركوب البحار وحتى القفار، وقبل ذلك امتد الحريق إلى الدار وليس بالضرورة إلى الجار..! وعندما تسوّق أخبار الحرائق في المؤسسات العمومية، وحتى بعض الإدارات هذه الأيام تزامنا مع حرفة الجزائريين من أجل الكرة أو من أجل دار بسكب البنزين والنار على جسده، فإن تلك الحرائق لا يمكن حسابها في خانة الحرائق الطبيعية، أي العفوية، التي ميزت بعض المسيرات، وحاول البعض إقناع نفسه قبل غيره بأنها لم تكن من فعل فاعل، وإنما جاءت بواسطة ضربة شمس وريح وراع شرب الشاي في الغابة قبل أن يستريح، أو حتى بسبب تهاون عامل ترك ''الشاليمو'' مشتعلا فوق قاعة حرشة (للرياضة) وراح يستحم وينتقم! تاريخ الحرائق في الجزائر طويل وعريض، منذ أن قرر الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد إعلان حملة واسعة ضد الفساد في أوساط المسؤولين في الثمانينات. وأدى ذلك إلى سلسلة حرائق مريبة لم تتوقف إلا بعد أن رفعت الحكومة الراية البيضاء، معلنة أن موسم المحاسبة قد أغلق..! ومادام أن موسم الحرائق الطبيعية قد حل ليتزامن مع استمرار ملف المحاسبة على البعض، وليس الكل فإن أمر توقيفه قد يبدو من سابع المستحيلات إذ لم تعلن السلطة نيتها في ترك البئر بغطاه، بعد أن فاحت رائحته. أو تلجأ عند كل ملف إلى أخذ الاحتياطات اللازمة للحيلولة دون اندلاع أي حريق متوقع، بعد أن ثبت أن عددا كبيرا من الجماعات إلى تختفي وراء الوطنية في الرياضة، من دعاة ''يحرق دار من أجل فار'' ويحرق شركة من أجل دولار..حتى وهم يعرفون القول الشائع النار ولا العار!