لم تكد المنيعة تتجاوز صدمتي حريق حي أولاد عائشة وسوق الملابس حتى تكرر نفس السيناريو تقريبا بعد ثلاثة أيام من حريق سوق الملابس لكن هذه المرة بالجهة الغربية لبلدية حاسي القارة وبالضبط في حي بلاحيج الذي وفي حدود الساعة الثالثة مساء شب به حريق مهول مس منزلا وبساتين النخيل القريبة منه والتي تعود ملكيتها لنحو 12 مواطنا. الحادثة أثارت هلعا كبيرا وسط السكان الذين أخطروا الحماية المدنية التي سارعت للتدخل الفوري مرفوقة بسيارة إسعاف إلى جانب مصالح الدرك الوطني وشاحنة إطفاء تابعة لمركز تدريب القوات الجوية. كما تم تسجيل الحضور اللافت للسلطات المحلية سواء من مصالح الدائرة أو البلدية للإشراف على عملية الإطفاء وقد تطلب إخماد الحريق نحو أربع ساعات تقريبا نظرا لأن قوة الرياح ساهمت في امتداد ألسنة النيران على مسافة كبير. وإن كان الحريق الذي تظل أسبابه مجهولة لم يخلف ضحايا أو جرحى لحسن الحظ، إلا أن الخسائر في الجانب المادي كانت كبيرة، حيث أحصت مصالح الحماية المدنية هلاك 18 رأسا من الغنم ونفس العدد من الدواجن وإتلاف 104 نخلة و18 شجرة مثمرة كما أتت النيران على مساحة 4400 متر مربع من البساتين. أما صاحب المنزل فقد تكبّد خسائر في بعض الأجهزة الكهرومنزلية والأفرشة والمواد الغذائية هذه الأخيرة التي قدّر ثمنها حسب صاحبها ب 6300 دينار جزائري. والملاحظ أن الحريق يتقاطع مع ما سبقه في توقيت اشتعال النيران وفي المدة التي تطلبتها عملية الإطفاء مما يطرح عدة علامات استفهام حول الأسباب الكامنة وراء ما يحدث هل هو مقصود أم أن الإهمال واللامبالاة لهما حصة الأسد من منظور أن نفس الحي يعرف سنويا نشوب حرائق مشابهة مما قد يجعل التبعات تقع على بعض الفلاحين الذين يقومون بتنظيف بساتينهم عن طريق حرق الحشائش الضارة ولا يكلفون أنفسهم عناء التأكد من إخماد النيران نهائيا، كما يرجح أن يكون للقصر دور فيما يحدث لكن مهما تكن التأويلات يبقى الثابت أنه لن يكون أحد بمأمن من التداعيات الخطيرة للنيران مما يتطلب تفعيل الوعي بأهمية شروط الأمان باعتبار المنيعة تتميز بتخلل بساتين النخيل للنسيج العمراني وبحريق حاسي القارة تطرح نفس المطالب وهي ضرورة دعم الوحدة الثانوية بالتجهيزات المناسبة ونشر فوهات الحريق خصوصا أن منطقة المنيعة حسب مصدر رفيع المستوى بالحماية المدنية تحتل المرتبة الأولى ولائيا في حرائق البساتين وتدل على ذلك الإحصائيات الرسمية، فبين شهر جانفي وأوت من السنة الجارية شهدت المنطقة 120 حريق خلفت وراءها إتلاف 1507 نخلة و79 شجرة مثمرة والقضاء على مساحة إجمالية من البساتين تقدر ب 26426 متر مربع وهو ما يتطلب أخذ مبادرات نوعية للحفاظ على هذه الثروة التي تشكل مصدر دخل للعديد من الأسر.