كشفت صحيفة ''ديلي تلغراف'' البريطانية في عددها الصادر أمس أن إسرائيل مستعدة لقبول تخفيف الحصار الذي تفرضه على غزة إذا قبلت الأسرة الدولية بلجنة داخلية للتحقيق في الهجوم على ''أسطول الحرية'' الذي كان يحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة. ووفقا للصحيفة فإن بريطانيا قدمت الأسبوع الماضي وثيقة تطلب فيها تخفيف الحصار حيث نقلت عن مصدر غربي مقرب من المفاوضات مع إسرائيل طلب عدم الكشف عن هويته أن إمكانية المقايضة مطروحة. وكانت إسرائيل حاولت تخفيف الضغوط الدولية التي تتعرض لها منذ هجومها على سفن المساعدات الإنسانية إلى غزة، بقرارها تشكيل لجنة تحقيق داخلية مهامها محدودة، لكنها لم تتمكن من احتواء الدعوات لتحقيق مستقل بمشاركة دولية في الهجوم الذي قتل فيه تسعة مدنيين أتراك. وتأتي هذه التسريبات قبل ساعات من مباحثات بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والفلسطيني محمود عباس محادثات تتناول مفاوضات السلام غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين برعاية الولاياتالمتحدة، وذلك بعد أسبوع على الهجوم الإسرائيلي على أسطول مساعدات إنسانية كان متجهاً إلى غزة. وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إنهما سيبحثان في المحادثات غير المباشرة التي استؤنفت قبل شهر في ما يشكل نجاحا محدودا في هذا الملف للراعي الأمريكي، والوضع الإنساني في غزة. وصرح مسؤول إسرائيلي كبير أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي سيلتقيان قبل نهاية جوان الجاري. وأضاف أن ''موعد هذا اللقاء لم يحدد بعد''، موضحا أنه ''كان يفترض مبدئيا أن يعقد مطلع الشهر الجاري وأرجئ في اللحظة الأخيرة'' بسبب الأزمة التي نجمت عن الهجوم الإسرائيلي على أسطول مساعدات في طريقه إلى قطاع غزة ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين أتراك في المياه الدولية في 31 ماي الماضي. وأوضح المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته أن أوباما وعباس ''سيستعرضان التقدم الذي أحرز في المفاوضات غير المباشرة والجهود المشتركة للتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط'' بهدف الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، مضيفا أن أن أوباما وعباس ''سيتبادلان الأفكار من أجل إعداد إستراتيجية للمدى البعيد للمضي قدما في تأمين ظروف حياة أفضل لسكان قطاع غزة'' الذي يخضع لحصار إسرائيلي باستثناء بعض المواد الأساسية وذلك منذ سيطرة حركة حماس عليه في جوان .2007 وكان عباس أعلن الأسبوع الماضي أنه سيطلب من أوباما ''قرارات شجاعة'' حول الشرق الأوسط.