"لست ليبراليا متوحشا وسأنحاز إلى فقراء الشعب" نفى المرشح الرئاسي أحمد بن بيتور، أي علاقة تجمعه بمنظمات غير حكومية دولية أو بشخصيات صهيونية معروفة بعدائها للمسلمين، مثلما تحاول حملات في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير ذلك منذ مدة. وأكد بن بيتور أن هدف هذه الحملات هو النيل من صورته الوطنية لأنه أصبح يهدد بقاء النظام الحالي. وأوضح بن بيتور في تصريح ل"البلاد"، أن ما يثار في مواقع التواصل الاجتماعي عن ارتباطه بمنظمات أجنبية لها أجندات خاصة في الجزائر هو محض افتراء وتدليس، وقال "لست على علاقة لا بشخصيات ولا بمؤسسات أجنبية، وارتباطي الوحيد هو مع وطني وشعبي، وسأسير إلى النهاية من أجل تحقيق مشروعي في خدمة هذا الوطن". وتهكم بن بيتور من بعض الصور "المفبركة" في موقع "الفيسبوك" التي تظهره مع شخصيات يهودية لمحاولة إثبات علاقته بها، قائلا "يحاولون في كل مرة ضرب مصداقيتي أمام الرأي العام، فمرة قالوا إني على علاقة مع الملياردير اليهودي الأمريكي سوروس، وأحيانا أخرى مع منظمات غير حكومية، رغم أني لم ألتق في حياتي بهؤلاء". وتقوم صفحات على الفايسبوك بتداول أخبار وصور عن علاقة بن بيتور بشخصيات يهودية، حيث تظهره إحدى الصور واقفا إلى جنب مسؤول من منظمة فريدوم هاوس الشهيرة، ويتحدث صاحب الصورة عن اجتماع عقده بن بيتور مع الفيسلوف اليهودي برنارد هنري ليفي الذي يعرف بعراب الثورات العربية. وردا على هذه الاتهامات، يقول بن بيتور إنه لا يعرف أصلا من يكون برنارد هنري ليفي، وهذا أكبر دليل -حسبه- على أنه مستهدف بحملة مدبرة، لم تظهر إلا بعد أن أعلن ترشحه للرئاسيات القادمة، ومعارضته لبقاء النظام الحالي في الجزائر، مشيرا إلى أن هذه الحملة لا تصدر إلا من المنتفعين من بقاء الوضع الفاسد في البلاد على ما هو عليه، بما يخدم مصالحهم الضيقة. واستغرب المرشح الرئاسي من حديث خصومه عن ارتباطه بالخارج، مؤكدا أنه شخص يحمل الهم الوطني، بدليل الفرص الكبيرة التي أتيحت له للإقامة والعمل في الخارج إلا أنه آثر البقاء في الجزائر حتى وهو خارج المسؤولية. وحول ما تثيره الأحزاب اليسارية حوله من كونه يتبنى النهج الليبرالي المتوحش في الاقتصاد بسبب عمله مستشارا في البنك الدولي والافامي، قال بن بيتور "كنت وزيرا للمالية في خمس حكومات في التسعينات، ويشهد التاريخ أني قدمت مفاوضات مع الهيئات الدائنة للجزائر وقد استطعنا أن نخفض خدمة الدين من 84 بالمائة إلى مستويات معقولة". وأضاف "لا يشينني أبدا أني عملت مستشارا في البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي، فهذا دليل على كفاءتي ومصدر فخر لي ولبلدي". واعتبر بن بيتور كل ما يصدر عن زعيمة حزب العمال لويزة حنون وغيرها من قبيل "المزايدات التافهة" التي لا ينبغي الالتفاتة لها، لافتا إلى أن برنامجه عكس ما يدعيه البعض، ينحاز إلى الطبقات الفقيرة في المجتمع، ويحرص في ديباجته على قضية مكافحة الفقر ويعتبرها مفصلية، حيث يوضح البرنامج أن من حق كل جزائري الحصول على منصب شغل، وأن يتحصل على الامتيازات الاجتماعية من تعليم وصحة ومحيط ملائم، إلى جانب حماية الفئات المحرومة والاستماع لصوتها ومطالبها.