بدأ المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون مساء أمس في واشنطن، الاجتماعات الأولى في إطار مفاوضات السلام المباشرة بين الطرفين بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات، وسيلتقي كبار المفاوضين من الجانبين وجها لوجه لوضع خطة لاستئناف المفاوضات. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي إن كيري تشاور مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن استئناف المفاوضات المباشرة رسميا. ويضم الوفد الإسرائيلي يضم كلا من مسؤولة المفاوضات تسيبي ليفني، واسحق مولخو، في حين يضم الوفد الفلسطيني صائب عريقات ومحمد آشتية. وجاء الإعلان بعد ساعات من موافقة الحكومة الإسرائيلية على الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين بالتزامن مع إعادة إطلاق محادثات السلام بين الطرفين. وعقد آخر اجتماع بين طرفي النزاع في سبتمبر 2010 وتوقفت المفاوضات خلاله بسرعة عند انتهاء تجميد للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة لمدة عشرة أشهر. وزار كيري المنطقة ست مرات منذ توليه منصبه في فيفري الماضي حتى نجح في دفع الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "الحكومة وافقت على إطلاق المفاوضات الدبلوماسية بين إسرائيل والفلسطينيين ووافقت على تشكيل لجنة وزارية مسؤولة عن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في إطار المفاوضات". ورحب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بالقرار، وقال عريقات "نرحب بقرار الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن الأسرى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو ونعتبرها خطوة هامة ونأمل أن نتمكن من استغلال الفرصة التي وفرتها الجهود التي بذلتها الإدارة الأمريكية بالتوصل إلى اتفاق سلام دائم وعادل وشامل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي". وفي الأثناء، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنها حصلت على وثائق تثبت أن الرئيس محمود عباس مسؤول بشكل مباشر عن حملة التحريض التي تتعرض لها الحركة في الإعلام المصري. وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل إن الوثائق تثبت وجود لجنة عليا في داخل حركة التحرير الوطني "فتح" يرأسها عباس لشيطنة حركة حماس، مضيفا أن هناك مساعدين لعباس في هذه الحملة وعلى رأسهم الطيب عبد الرحيم، وكذلك الأجهزة الأمنية المختلفة. ونشرت حماس ومصادر أخرى عددا من الوثائق التي تقول الحركة إنها تثبت تورط عباس في حملة يشنها جزء كبير من الإعلام المصري على حركة حماس. ومن بين هذه الوثائق مراسلة إلى الطيب عبد الرحيم من الدائرة الإعلامية في فتح تطلب منه دعوة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لتجهيز "معلومات" تعزز مزاعم وسائل إعلام مصرية عن ضلوع حماس في قتل 16 جنديا مصريا في سيناء برصاص قبل عام، ونقل تلك المعلومات إلى مصر قبيل زيارة عباس للقاهرة. وإلى جانب قتل أولئك الجنود؛ تتهم وسائل إعلام مصرية حماس بالمشاركة في أعمال مسلحة تجري في سيناء منذ عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من هذا الشهر، وأسفرت حتى الآن عن مقتل عسكريين وأمنيين ومدنيين مصرين، بالإضافة إلى مسلحين، حسب بيانات رسمية مصرية. ومن الاتهامات الأخرى التي وُجهت إلى حماس في الإعلام المصري مشاركة مسلحين تابعين لها في اعتصامات مؤيدي مرسي في رابعة العدوية بالقاهرة.