كشف البروفيسور جميل لبان رئيس مصلحة الأطفال حديثي الولادة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا ورئيس اللجنة الوزارية للأطفال حديثي الولادة، أمس، أن الجزائر تُسجل سنويا وفاة 20 ألف مولود من الفئة العمرية 0 إلى سنة واحدة، بمعدل 25 وفاة لكل 1000 نسمة، مرجعا أسباب ذلك إلى انتقال الجراثيم من الأم إلى الجنين إلى جانب الاختناق أثناء الولادة، ناهيك عن سوء التسيير والتنظيم في بعض الأحيان وضعف التكوين في هذا المجال. من جهته، اعتبر وزير الصحة وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس خلال ندوة فوروم ''المجاهد'' رفقة البروفيسور لبان بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطفل الإفريقي والذي خصص هذه السنة للحديث عن موضوع ''أهداف الألفية للتنمية نحو تقليص وفيات الأطفال إلى غاية سنة ,''2015 اعتبر أن هذا الرقم مخيف مقارنة بالإمكانيات المهمة التي توفرها الدولة، مشيرا إلى أن ''مؤشر وفيات الأطفال أصبح اليوم من معالم تصنيف الدول وهو الذي يُعطي الصورة الحقيقية للبلد ومدى متابعتها المستمرة باستعمال وسائل متطورة لصحة الأم لضمان ولادة سليمة للجنين''. وبدوره أكد البروفيسور لبان أن ''الجزائر تُسجل سنويا 057,833 مولودا جديدا منها 817 ألف ولادة حيّة وبالتالي ارتفعت نسبة الولادات منذ سنة 2000 إلى 33 بالمائة. وبهدف تحقيق أهداف الألفية للأمم المتحدة الذي صادقت عليها الجزائر، كشف البروفيسور أنه تم تسطير برنامج طموح جديد قبل سنة ,2014 يتضمن إنشاء مصلحة واحدة للأطفال والأمومة على مستوى كل مستشفى جامعي وهذا قبل نهاية السنة الجارية إضافة إلى وضع برنامج خاص ب12 ولاية منها، ورفلة، بشار، الأغواط، مستغانم، وهران، تبسة، قسنطينة، خنشلة، عنابة وتيارت، وهي الولايات التي لا تزال تسجل أكبر عدد من وفيات الأطفال، حيث سيتم تشخيص الأسباب الرئيسية للظاهرة ثم وضع الحلول اللازمة والتي تتمثل مبدئيا في الشروع في نقل الأطفال حديثي الولاة إلى مقر سكناتهم بعد الولادة عن طريق وسائل النقل الطبية، مشددا على أن من بين أسباب الوفاة هي النقل العشوائي للمولود بوسائل خاصة لا تخضع للشروط الصحية. ومن جهة ثانية، كشف ولد عباس عن معالم السياسة الجديدة لقطاع الصحة التي سيتم انتهاجها لترافق برامج المخطط الخماسي المقبل، حيث تعهد الوزير بالقضاء على أشكال التلاعبات بالمرضى وتوفير أحسن ظروف استقبالهم في المستشفيات معلنا عن توفير، على مستوى وحدات الاستعجالات الجراحية، كل الكشوفات والفحوصات والأشعة التي يحتاج إليها المريض لوضع حد لطريقة التعامل السيئة التي يُقابل بها عن طريق توجيهه من مستشفى إلى مستشفى، موضحا أنه سيتم تجهيز هذه الوحدات بكل الوسائل المادية والإمكانيات البشرية الضرورية لوضع سلامة وصحة المواطن ضمن أولويات السياسة الوطنية للتنمية، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة التكوين وإعادة الاعتبار والكرامة للطبيب من أولى الأولويات. وفي هذا الخصوص أشار ولد عباس إلى أن عدد الأطباء الجزائريين خارج الوطن يبلغ حوالي 10 آلاف طبيب منهم حوالي 7 آلاف بفرنسا، وقال بشأنهم إنه يجري الاتصال بهم والتفاوض معهم من أجل إجراء عمليات جراحية في الجزائر وبأسعار معقولة وتكوين الإطارات الطبية لتغطية العجز الموجود. وفي هذا الصدد، كشف المسؤول عن قطاع الصحة عن إصدار تعليمة إلى الولاة لتحديد احتياجات كل ولاية والنقص الموجود على مستوى المنظومة الصحية، وأسفرت هذه التعليمة عن إعداد تقرير يتضمن الاحتياجات أبرزها فيما يتعلق بقطاع الطفولة والأمومة تسجيل نقص في عدد الأخصائيين في طب الأطفال والتوليد بنسبة تزيد على 25 بالمائة ما يعادل حوالي 900 طبيب منهم 380 طبيبا مختصا في طب الأطفال، إضافة إلى 4400 أخصائي في مختلف التخصصات الأخرى.