تسجل الجزائر سنويا حسب - البروفيسور جميل لبان، رئيس مصلحة الأطفال حديثي الولادة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا ورئيس اللجنة الوزارية للأطفال حديثي الولادة - وفاة 20 ألف مولود من الفئة العمرية 0 إلى سنة واحدة، أي بمعدل 25 وفاة لكل 1000 نسمة أرجع البروفيسور سبب هذه الوفيات إلى انتقال الجراثيم من الأم إلى الجنين إلى جانب عامل الاختناق، معتبرا أن الحل الأمثل للحد من وفيات الرضع حديثي الولادة والحفاظ على صحة الأم يكمن في التكوين المستمر والتنظيم، من خلال استغلال الإمكانيات المادية والبشرية، مضيفا أن هذين المؤشرين هما المفتاح الأساسي لحل كل المشاكل الصحية للأم ورضيعها. في هذا السياق، اعتبر وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، خلال ندوة “المجاهد”، رفقة البروفيسور لبان بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطفل الإفريقي المخصص هذه السنة، للحديث عن موضوع “أهداف الألفية للتنمية نحو تقليص وفيات الأطفال إلى غاية سنة 2015”، أن مؤشر وفيات الأطفال أضحى أحد عوامل تصنيف الدول من حيث تقدمها أو تخلفها، وهو المؤشر الذي دفع ولد عباس إلى عرض برنامج وزارته الذي وصفه “بالطموح” كونه موجها للتكفل بصحة الأم والطفل. ومن بين طموحات وزير الصحة، إنجاز قبل نهاية السنة الجارية في كل مستشفى جامعي مصلحة خاصة بالأمومة والطفولة وهذا بغية منع تنقل الأم ورضيعها من ولاية لأخرى، على ضوء تسجيل وجود وفيات مرتبطة بالنقل العشوائي للمولود بوسائل خاصة لا تخضع للشروط الصحية. بالإضافة إلى وضع برنامج خاص ب12ولاية، على غرار ورقلة، بشار، الأغواط، مستغانم، وهران، تبسة، قسنطينة، خنشلة، عنابة وتيارت، خاصة وأن هذه الولايات لاتزال تسجل أكبر عدد من وفيات الأطفال حديثي الولادة. كما تمنى ولد عباس، من خلال برنامجه الطموح، التقليل من عدد الوفيات إلى عشر وفيات في كل ألف نسمة، وهذا في غضون سنة 2014. وأقر المسؤول الأول عن قطاع الصحة بتخصيص الدولة طيلة 10 سنوات الماضية أموال باهظة قصد تحسين صورة الصحة والتكفل بطالبي العلاج، لكن بالمقابل لم يتم توفير الراحة للمريض، وهو ما دفعه للمطالبة بضرورة الكف عن استقبال المريض بالعنف والكراهية، على اعتبار أن ذلك من شأنه التأثير عليه، طالبا من القائمين على الصحة في المستوصفات والمستشفيات والعيادات احترام المرضى واستقبالهم بالابتسامة، وإلا عليهم ترك المهنة والتوجه نحو التجارة أحسن لهم. ودائما في إطار برنامجه الطموح، تعهد الوزير بتوفير على مستوى وحدات الاستعجالات الجراحية كل الكشوفات والفحوصات والأشعة التي يحتاج إليها المريض، بغية إنهاء متاعبه في التنقل من مستشفى لآخر. وأفاد ولد عباس أن عدد الأطباء الجزائريين الذين يزاولون مهنتهم في الخارج، وصل إلى حوالي 10 آلاف طبيب منهم سبعة آلاف طبيب بفرنسا. وفي هذا الصدد، كشف وزير الصحة، عن وجود اتصالات بين وزارته والأطباء قصد التوصل إلى اتفاق لدعوتهم لإجراء عمليات جراحية في الجزائر وبأسعار معقولة وتكوين الإطارات الطبية لتغطية العجز الموجود.