توفي الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار، أحد اكبر قادة الجيش الفرنسي أثناء حربيه الاستعماريتين في الهند الصينية والجزائر، صباح أمس الجمعة عن عمر يناهز 94 سنة في منزله بتول شرق فرنسا. وقد اقترن اسم الضابط الذي قاتل خلال الحرب العالمية الثانية وحربي الهند الصينية والجزائر الاستعماريتين، بمعركة ديان بيان فو وأنزل مع كتيبة مظليين استعماريين على المعسكر المتحصن الذي يحمل ذلك الاسم وكان يحاصره المقاتلون الفيتناميون، وشارك في المعارك حتى هزيمة جيشه في السابع من ماي .1954 . وخلال حرب التحرير الجزائرية عين بيجار سنة 1956 على رأس فوج المظليين الاستعماريين الثالث وقاد حرب ''قذرة'' قامت على التعذيب والقتل والترهيب خلال ما بات يعرف ب''معركة الجزائر'' سنة 1957 ضد فدائيي جبهة وجيش التحرير الوطني في محاولة لكسر تنظيمها في وسط البلاد. وفي سنة 2000 اتهمته المناضلة الجزائرية الكبيرة لويزة إيغيل أحريز، بأنه أمر بتعذيبها وحضر شخصيا جلسات الاستنطاق والتعذيب في ''فيلا سوزيني'' التي اتخذها بيجار وجلادوه مركزا للاستنطاق والتعذيب. لكنه نفى أن يكون استخدم تلك الممارسة لكنه اعتبرها ''شرا لا بد منه''. كما اشتهر بيجار بلقائه بالمناضل الكبير الشهيد العربي بن مهيدي بعد اعتقاله، واتهمته أطراف جزائرية بأنه كان وراء قتله في زنزانته وتقديم الحادثة على أنها انتحار، لكنه نفى التهمة عن نفسه و''ألصقها ضمنيا'' بأطراف داخل الجيش، وقال كلمته الشهيرة بعد لقاء بن مهيدي رحمه الله: ''لو كنت أملك في جيشي ثلة من أمثال هذا الرجل لفتحت العالم''. وتولى بيجار منصب وزير منتدب للدفاع سنتي 1975,76 في عهد الرئيس فاليري جيسكار ديستان كما انتخب نائبا يمينيا من 1978 إلى .1988 وإثر وفاة جلاد معركة الجزائر أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن ''حزنه العميق'' لوفاة ''جندي كبير جدا'' كان يمثل ''بالنسبة للفرنسيين صورة المقاتل البطل''، مؤكدا أن ''تاريخه كان مثاليا وسيبقى نموذجا للجمهورية'.