توفي الجمعة الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار احد ابرز ضباط الجيش الفرنسي اثناء حرب الاستعمار في الجزائر الذي ارتبط اسمه بالتعذيب الذي كان يمارسه الجيش الفرنسي خلال تلك الفترة. وتوفي بيجار عن عمر يناهز 94 عاما في منزله في تول شرق فرنسا، كما اعلنت زوجته. وكان الجنرال بيجار احد اكثر ضباط الجيش الفرنسي شعبية وكذلك احد الضباط الذين قلدوا اكبر عدد من الاوسمة. اسمه اقترن ايضا بالتعذيب خلال حرب الجزائر التي كان يقود خلالها فوج المظليين الاستعماريين الثالث، واشرف اثناءها على معركة العاصمة الجزائر سنة 1957 ضد مجاهدي جبهة وجيش التحرير الوطني. وفي سنة 2000 اتهمته المناضلة الجزائرية لويزيت ايغيلهريز التي كافحت من اجل الاستقلال بانه امر بتعذيبها لكنه نفى ذلك، معتبرا وفي الوقت نفسه ان التعذيب "شر لا بد منه". وقالت ايغيلهريز لوكالة فرانس برس عقب اعلان وفاة الجنرال الفرنسي، انه كان من الاحرى بيبيجار ان "يتقدم بالاعتذار" من الشعب الجزائري، وان "يريح ضميره" قبل وفاته. واضافت "حتى اللحظة الاخيرة، كنت اعتقد انه سيعترف بافعاله ويتقدم بالاعتذار من الجزائريين". واكدت المناضلة الجزائرية ان اسم بيجار في بلادها "مرادف للموت والتعذيب. كان عليه ان يريح ضميره. آمل ان ينال العقاب الذي يستحقه". وانتشرت اثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر اساليب تعذيب متعددة استخدمتها افواج من المظليين الفرنسيين بشكل خاص، بينها الاغراق، واستخدام اسلوب الصدم الكهربائي عند الاعضاء التناسلية. وحمل بيجار والجنرال جاك ماسو الذي كان يقود فرقة المظليين العاشرة، مسؤولية هذه الاحداث التي انتقدها العديد من المثقفين الفرنسيين، ونادرا العسكريون. وفي سنة 1999 قدم بيجار ما يشبه الاعتراف عن مسؤوليته عن اعمال التعذيب هذه في الجزائر، قائلا لفرانس برس "هل من السهل عدم القيام بشيء عندما نشاهد اعضاء النساء والاطفال ممزقة في انفجار قنبلة؟" في اشارة الى الهجمات التي كانت تستهدف الوجود الفرنسي. وفي تموز/يونيو 2000 اثار عاصفة من الجدل عندما اعتبر ان التعذيب الذي وقع في الجزائر "شر لا بد منه". وتولى بيجار بعد حرب الجزائر منصب وزير منتدب للدفاع (1975-76) في عهد الرئيس فاليري جيسكار ديستان كما كان نائبا يمينيا من 1978 الى 1988. وما ان صدر خبر وفاته حتى اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن "حزنه العميق" لوفاة "جندي كبير جدا" كان يمثل "بالنسبة للفرنسيين صورة المقاتل البطل" مؤكدا ان "تاريخه كان مثاليا وسيبقى نموذجا للجمهورية". كذلك اشاد وزير الدفاع ارفيه موران بالجنرال بيجار معتبرا ان اسمه وحده يختزل "كافة اوسمة المجد والرتب".