أول لقاء بين الحزبين غدا الاثنين بمقر الأفلان يلتقي غدا الاثنين، عمار سعداني الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني مع عمار غول رئيس تجمع أمل الجزائر وذلك حسب ما جاء في الدعوة الموجهة للإعلام بغية تغطية "أشغال اللقاء" دون مزيد من التفصيل. وبغض النظر عن كون اللقاء المرتقب هو الأول من نوعه بين الحزبين على الأقل منذ تتويج سعداني أمينا عاما للحزب العتيد، إلا أن الأجواء والظروف التي ينعقد فيها توحي بأن لقاء تاج والأفلان لن يختصر في حدود زيارة مجاملة، بقدر ما سوف يكون لقاء سياسيا بامتياز، حيث يأتي في سياق إعادة رسم المشهد السياسي الجزائري برمته، على ضوء القرارات الجذرية التي اتخذها الرئيس بوتفليقة وسيتخذها في مقبل الأيام، التي ستمس كل مفاصل الدولة، زيادة على التعديلات المهمة التي ستطرأ على المنظومة القانونية في البلاد، وعلى رأسها التعديل الدستوري المرتقب. كما أن البلاد مقبلة على مواعيد سياسية مصيرية تتطلب الكثير من التفاهمات والتحالفات بين مختلف التشكيلات الحزبية، حيث لم يعد يفصلنا عن الموعد الرئاسي إلا سبعة أشهر، ومع أن الآراء تباينت في اعتبار هذه المدة الزمنية كافية أو غير كافية لأخذ الانتخابات الرئاسية المرتقبة حقها ومستحقها من التحضير والترويج والتسويق وحتى الإغراء بخوضها، إلا أن مقتضيات قراءة وتحليل لقاء زعيمي الأفلان وتاج تعيد إلى المعلوم من السياسة والانتخابات الرئاسية بالضرورة، والمتمثل في بداية تشكل التحالفات وبشكل أدق إعادة بعث التحالف الذي وقعت شهادة وفاته حركة حمس بانسحابها منه وفك ارتباطها به قبل سنة، دون أن يتمكن شريكاها من الاحتفاظ به لبضعة أشهر قبل أن يتبين بأن خروج حمس من التحالف لم يكن إلا في الوقت بدل الضائع وتأكد ذلك بعملية نقض الغزل التي تعرض لها الحزبان الباقيان بسحب البساط من أمينيهما العامين عبد العزيز بلخادم وأحمد أويحيى وبذلك أضحى التحالف الرئاسي أثرا بعد عين. وعلى هذا الأساس يرى مراقبون أن ما صلح في انتخابات 99 و2004 ثم بعدها 2009 يصلح في رئاسيات 2014 من حيث التحالفات، خاصة أن التحالفات في المواعيد الرئاسية أصبحت واحدة من الأبجديات السياسية في الجزائر لكل من يريد التربع على عرش المرادية.وعود على بدء لن يكون لقاء سعداني غول إلا واحدا من لقاءات بحث التحالفات في سياق السباق نحو المرادية في 2014، خاصة أن غول رئيس تاج كان قد صرح مرارا بأنه يريد أن يؤدي دورا أساسيا في الرئاسيات المقبلة وحاول تفسير ذلك عندما دعا إلى كلمة سواء. وانتهاء سيكون من نفل القول الجزم على أن الحزب العتيد وإن كان اليوم صاحب أغلبية برلمانية كادت أن تندثر في التعديل الحكومي الأخير، إلا أن دوره في الانتخابات الرئاسية يبقى أساسيا لا فكاك عنه وربما بوابة البيت الرئاسي.