تستأنف الأحزاب السياسية ابتداءا من الأسبوع المقبل، نشاطها الميداني المكثف المندرج في إطار التحضير للرئاسيات القادمة، بعدما خلدت لإستراحة قصيرة تزامنت وأسبوع عيد الأضحى، فيما ستتفرغ في غضون الأسبوع الجاري لمناقشة مخطط عمل الحكومة الذي يعرضه الوزير الأول أحمد أويحيى غدا، على أن تعقد أهم المواعيد المبرمجة في أجندتها إبتداءا من الأسبوع المقبل، مثلما هو الشأن بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني بالاضافة إلى أحزاب أخرى منها حركتي النهضة والإصلاح الوطني التي ستحسم موقفها وتعلن ان كانت ستخوضها بمرشح عن التشكيلتين. وإذا كانت كل الأنظار ستكون مشدودة هذا الأسبوع إلى قبة البرلمان التي تستضيف حدثا هاما يتعلق بعرض مخطط عمل الحكومة من طرف الوزير الأول تليه المناقشة التي تمتد على مدى 3 أيام كاملة والرد المبرمج مبدئيا يوم الخميس، فإن الأحزاب السياسية التي ستتفرغ للعملية، علقت نشاطها طيلة الأسبوع، لاسيما أحزاب التحالف الرئاسي التي تلعب دورا أساسيا في المصادقة على مخطط عمل الجهاز التنفيذي الذي تضمن محاور جوهرية منها رئاسيات .2009 ولعل أبرز المواعيد المبرمجة في أجندة الحزب العتيد بقيادة أمينه العام عبد العزيز بلخادم، المقررة في أعقاب عرض ومناقشة مخطط العمل وكذا رد أويحيى المرتقب هذا الخميس، أشغال اجتماع الهيئة التنفيذية وكذا المجلس الوطني الذي تأخر قرابة سنتين رغم أنه مبرمج مرة في كل سنة، الأمر الذي أثار غضب واستياء بعض المناوئين لبلخادم الذين حاولوا زرع الشقاق خلال الصائفة بإثارتهم لهذه المسألة، إلا أن الأمين العام أكد في أوت الأخير بأنه لا اجتماع للهيئة التنفيذية ولا دورة المجلس الوطني ولا المؤتمر الاستثنائي للإعلان عن مرشح الحزب للرئاسيات، إلا بعد الإعلان عن تعديل الدستور من طرف رئيس الجمهورية. وإلتزم بلخادم بما قطعه، فبمجرد الإعلان عن تعديل الدستور والمصادقة على التعديلات الجزئية من قبل نواب الشعب يوم 12 نوفمبر الأخير، أعلنت قيادة الحزب عن استئناف النشاط وبرمجت أهم المواعيد المعلقة، بما فيها قمة التحالف الرئاسي التاسعة التي تم إرجاؤها عدة أشهر رغم مراسلة الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى لبلخادم في مارس الماضي لتسليمه الرئاسة، إلا أن هذا الأخير فضل التريث واستلامها تزامنا مع دعوة الرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة ثالثة والشروع في التحضير للحملة الإنتخابية للرئاسيات التي تفصلنا عنها أشهر قلائل. وعلاوة على الإجتماعين الهامين ل''الأفلان''، يرتقب إعلان حركتي النهضة والإصلاح الوطني المحسوبين على التيار الإسلامي في غضون النصف الثاني من الشهر الجاري، موقفهما من رئاسيات 2009 وتحديدا ما إذا كانت ستخوض الإنتخابات بمرشح يفرزه التحالف الإسلامي، وهي هيئة لجأت إليها التشكيلتين في محاولة منها لتشكيل قوة سياسية بحجم هيئة التحالف الرئاسي التي ستحتفل بسنتها الخامسة شهر فيفري المقبل، وقد يكون صمود هذه الهيئة رغم الاختلافات بين زعمائها وراء رغبة الأحزاب الإسلامية في استحداث تحالف إسلامي والتقدم بمرشح لتعزيز حظوظها من خلال جمع الوعاءين الإنتخابيين له. بالموازاة مع الاجتماعات الهامة، تواصل الأحزاب نشاطها في الميدان، فرغم أن لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، لم تعلن بعد عن ترشحها رسميا للرئاسيات، إلا أنها بدأت في حملة إنتخابية مبكرة، حيث كثفت من نشاطاتها الميدانية لتحضير خطوة الإعلان الرسمي، فيما فضل موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، الذي شرع هو الآخر في حملة إنتخابية في ظروف داخلية متوترة أدت به إلى الإعلان المبكر عن ترشحه بتكثيف خرجاته الميدانية في محاولة منه لكسب وعاء إنتخابي أو تعزيزه على الأقل، ولم يفوّت على فوزي رباعين، رئيس حزب عهد ,54 الفرصة للإعلان عن ترشحه مفضلا خوض غمار الإنتخابات على إقصاء الحزب منها، في انتظار إعلان السعيد سعدي، الأمين العام للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عن ترشحه. يذكر أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، حيث ستعلن الأحزاب التي فضلت التريث عن مرشحيها، كما يعلن أيضا المترشحون الأحرار عن نيتهم في الدخول للإنتخابات المقبلة وكان الأمين العام لحركة مجتمع السلم ''حمس''، أبوجرة سلطاني قد صرح بأنه فيما يخص الرئيس بوتفليقة، فإنه سيعلن عن ترشحه نهاية فيفري المقبل. ------------------------------------------------------------------------