بعد اتصالات دامت عدة أيام مع الأجهزة الأمنية أقدم إرهابيان بمنطقة الزوية بتلمسان على تسليم نفسيهما إلى الفرقة المختصة التابعة للجيش الوطني الشعبي، بعد اتصالات دامت عدة أيام بين الأجهزة الأمنية وعدد من الإرهابيين المتواجدين بمختلف جهات ولاية تلمسان. وكان الإرهابيان يتواجدان بإحدى مرتفعات جبال عصفور الحدودية مع المغرب، والتي تعرف حالة استنفار أمني من طرف عناصر الجيش التي تواصل حصارها للمنطقة منذ مدة بحثا عن مجموعة إرهابية وردت أنباء عن تواجدها بالمنطقة. وقد جاءت هذه العملية بعدما ما كشفت عنه التحقيقات مع إرهابيين اثنين سلما نفسيهما مؤخرا، وأكدا رغبة "عناصر إرهابية أخرى في تسليم أنفسهم لمصالح الأمن، إلا أن اعتماد هذه الجماعة على الكر والفر وعدم الاستقرار في الجزائر صعب من مهمة تسلل من يسعى لتسليم نفسه لمصالح الأمن". كما تزامن هذا مع نشر الأجهزة الأمنية لقائمة 15 عنصرا إرهابيا تتراوح أعمارهم بين العشرينات والستينات من العمر ينحدر معظمهم من ولايات غرب البلاد، كانوا قد التحقوا مؤخرا بالجماعات الإرهابية. ومن المنتظر أن يكشف استسلام الإرهابيين عن تفاصيل حادثة اغتيال ثلاثة أشخاص أواخر شهر أوت المنصرم بمنطقة قريبة من مكان تسليم نفسيهما لعناصر الجيش، ويرجح أن تكون لهما صلة بالقضية. وكانت منطقة الزوية بولاية تلمسان، الواقعة قرب الحدود الجزائرية المغربية، قد اهتزت في أواخر شهر أوت الماضي على وقع مجزرة دموية في حق 3 صيادين، بعدما أقدمت جماعة إرهابية على اختطافهم ومن ثمّ اغتيالهم والاستيلاء على بنادق صيدهم. ووقعت الحادثة وقت خروج الضحايا الثلاثة في وقت مبكر إلى جبل عصفور في رحلة صيد عند المكان المسمى حيداس شرق الزوية التابعة إقليميا لدائرة بني بوسعيد، حيث فاجأتهم الجماعة الدموية بهجوم قبل أن تَغدُر بهم وتقوم بذبح الصيادين الثلاثة من الوريد إلى الوريد. وقد سبق ذلك نجاح عناصر الاستعلامات بتلمسان في الإطاحة بشبكة مختصة في دعم الجماعات الإرهابية الهاربة إلى المملكة المغربية عبر محور جبل عصفور في الحدود الجزائرية المغربية. وجرت عملية توقيف المتهمين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و54 سنة في قرى "الطاقة" و"سيدي العربي" و"مازر" التابعة لبلدية الخميس، دائرة بني سنوس. وشملت عملية التوقيف 14 شخصا ينتمون إلى الرقعة الجغرافية نفسها ويمتهن معظمهم الفلاحة والرعي. وتثار الكثير من الشكوك حول تواجد جماعات إرهابية في الشريط الحدودي تستفيد من تسهيلات العبور والتواجد بالتراب المغربي على النحو الذي كان سائدا في منتصف التسعينيات، حيث عرفت منطقة الزوية بني بوسعيد خلال المدة الأخيرة عدة محاولات وعمليات إرهابية. كما تعيش تلمسان خلال الفترة الأخيرة على وقع تعزيزات أمنية هامة في ملاحقة الإرهابيين، خاصة بعد أن تمكنت من توقيف ما لا يقل عن 15 شخصا ثبت تورطهم في دعم الإرهاب، وتأتي هذه العملية بعد أكثر من سنة على آخر عملية مشابهة بالمنطقة، أقدمت عليها أيضا جماعة إرهابية.