استمرار الوساطة الجزائرية رغم معارضة بعض الأطراف يرتقب أن يقوم الرئيس التونسي منصف المرزوقي بزيارة إلى الجزائر خلال الأيام القادمة، التي يتوقع أن يبحث فيها عديد المسائل إلى جانب الرئيس بوتفليقة، أهمها سبل خروج تونس من الأزمة التي تعيشها مع التأكيد على تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات مختلفة. وتأتي زيارة المرزوقي بعد زيارة رئيس حركة النهضة الحاكمة في تونس راشد الغنوشي وممثل المعارضة الباجي قائد السبسي إلى الجزائر قبل أيام، لنفس الأسباب، خصوصا في ظل سعي الجزائر إلى لعب دور الوساطة في حل النزاع في تونس، وتقديم المساعدة إلى البلد الجار لتخطي المرحلة الصعبة التي يعيشها، خصوصا في المجال الأمني، لأن الجزائر على يقين تام بأن أمنها من أمن تونس والعكس، ولهذا يتم اعتماد مخطط ثنائي لحماية أمن البلدين والقضاء على الإرهاب الذي يهدد المنطقة. وتعد هذه ثاني زيارة للمرزوقي إلى الجزائر، والأولى بعد خروج بوتفليقة من أزمته الصحية، حيث تعد الشخصيات التونسية أولى الشخصيات غير الجزائرية التي استقبلها الرئيس بعد عودته إلى مزاولة مهامه، التي تدل على حاجة تونس إلى الدعم الجزائري للحفاظ على استقرارها خصوصا في المجال الأمني بالنظر إلى التجربة التي تملكها الجزائر في مكافحة الإرهاب الذي يعد ظاهرة جديدة لتونس لم يسبق لها التعامل معها من قبل، وبين مؤيد ومعارض للوساطة الجزائرية، فإن الرئيس بوتفليقة يسعى إلى حل الأزمة التونسية كما فعل من قبل عندما لعب دور الوساطة في حل عديد الأزمات الداخلية والخارجية للدول. وترتكز الخطة السياسية الجديدة الهادفة إلى حل الأزمة السياسية على خمس نقاط أساسية تنطلق من توقيع ميثاق يتضمن التزامات وضمانات بين الفرقاء السياسيين بحضور الأطراف الراعية للحوار السياسي، وتنازل جبهة الإنقاذ المعارضة عن شرط استقالة الحكومة قبل انطلاق الحوار مع الائتلاف الثلاثي الحاكم "الترويكا"، على أن تقبل المعارضة بإعلان رئيس الحكومة استقالته وتعهده بذلك، فيما تتلخص خارطة الطريق التي تأتي بعد انسداد الأفق السياسي في تحديد مهام المجلس التأسيسي زمنيا ومن جانب المهام، وتنقيح القانون المنظم للسلطات لتحديد الطرف الذي ستوكل له السلطة التشريعية بعد حل إنهاء أعمال المجلس التأسيسي "البرلمان"، أما النقطة الخامسة والأخيرة، فتتعلق بإمكانية تغيير رئيس الجمهورية الحالي وتعيين رئيس جمهورية "إنقاذ" كما ورد في الوثيقة التي سربها اتحاد العمال التونسي.