تخوف من تكرار سيناريو 2001 / 2002 كشفت مصادر ل"البلاد"، عن إعطاء وزير السكن عبد المجيد تبون، تعليمات صارمة لمسؤولي القطاع، من أجل ضمان النزاهة في انتقاء المستفيدين من سكنات عدل من بين المكتتبين الجدد الذين بلغوا أرقاما قياسية، خشية أن يتحول برنامج 230 ألف وحدة إلى فضيحة جديدة كما حدث في 2001 و2002. كما مددت الوزارة أجال التسجيل عبر الموقع الإلكتروني لوكالة عدل، بعد أن كان مقررا استيفاؤها بعد خمسة أيام من تاريخ إطلاق عملية الاكتتاب الاثنين الماضي، ولم تضع الوزارة تاريخا محددا للآجال الجديدة، بينما برمجت الموقع على العمل وفق نظام بيروقراطي مثل أي مكتب عادي، حيث يكون الموقع خارج الخدمة يومي الجمعة والسبت، بالإضافة إلى الفترة الممتدة من السادسة مساء إلى الثامنة صباحا خلال باقي أيام الأسبوع. وكشفت مصادر ل"البلاد"، أن وزير السكن عبد المجيد تبون اجتمع أمس، مع إطارات قطاعه، لمناقشة القضايا العالقة وعلى رأسها ملف سكنات عدل، حيث أعطى الوزير حسب مصادر "البلاد" تعليمات صارمة لمسؤولي القطاع لتفادي تكرار سيناريو اكتتابات 2001 و2002 مع المكتتبين الجدد، وأمر بالتدقيق في الملفات ودراستها كل واحد على حدى بشكل معمق لتوخي الشفافية، وضمان منح سكنات عدل لمستحقيها حسب أولوية كل واحد منها. وشدد تبون خلال اجتماعه بالمسؤولين في وزارة السكن على ضرورة إنجاح البرنامج المتضمن إنجاز 230 ألف وحدة في صيغة البيع بالإيجار، من جميع نواحيه بدأ بعملية التسجيل التي انطلقت الاثنين الماضي عبر النت، وصولا إلى تدقيق الملفات وغربلتها، ثم تحديد قائمة المكتتبين المستفيدين من البرنامج. وفي سياق ذي صلة، قامت الوزارة بتمديد أجال التسجيل عبر الموقع الإلكتروني لوكالة عدل، لتمكن من إتاحة الفرصة لكافة المواطنين، الذين تهافتوا على الموقع للتسجيل منذ إطلاقه يوم الاثنين، دون أن يتمكنوا من إتمام إجراءات التسجيل بنجاح، أمام الضغط الكبير على الموقع بسبب الطلبات التي قارب عددها نصف مليون. ولم تحدد وزارة السكن تاريخا محددا لانقضاء آجال الاكتتاب عبر النت، الخطوة التي ستلاقي ارتياحا كبيرا من قبل المواطنين، الذين اشتكوا من صعوبة الولوج إلى الموقع بغرض إتمام التسجيل، بسبب ضعف الموقع المخصص للعملية وعدم قدرته على تحمل الضغط. كما أعرب الراغبون في التسجيل عن توقف الموقع عن العمل نهاية الأسبوع، خاصة أن العملية كانت مقررة أن تنتهي يوم الجمعة ليلا، مما جعل حلمهم في الظفر بسكن يتبخر، غير أن الموقع عاد للخدمة أمس الأحد بعد تمديد الآجال، ليتبين أنه خاضع لنظام "الدوام" بشكله البيروقراطي، إذ يفتتح صباحا على الثامنة، ويغلق مساء على السادسة، ويتوقف طيلة يومي نهاية الأسبوع، الأمر الذي يصعب مهمة عدة مواطنين في الاكتتاب.