رصدت 5 ملايين دولار "ثمنا لرأسه" أمريكا تريد "لعور" حيّا أو ميّتا رصدت الولايات المتّحدة الأمريكية مكافأة تقدّر ب 10 ملايين دولار للقبض على مختار بن مختار ويحيى أبو الهمام، ويبدو واضحا أنها ترى في الإرهابي المنتسب إلى الجزائر مختار بلمختار المعروف باسم (لعور) خطرا شديدا ليس على أمن الجزائر فقط، بل على العالم بأسره، لذلك فهي تريد حيّا أو ميّتا)، علما بأن معلومات سابقة (شبه رسمية) أكّدت مقتل (لعور) في الحرب الفرنسية بمالي. أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن مكافآت مالية تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد مكان الإرهابيين يحيى أبو الهمام أحد أبرز قادة ما يسمّى بتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) ومختار بلمختار زعيم كتيبة (الموقّعون بالدماء). وأعلن المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية أيضا أن واشنطن رصدت مكافآت تقدّر ب 3 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد أماكن الإرهابيين الماليين مالك أبو عبد الكريم وعمر ولد هماها و7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد مكان أبي بكر شيكو زعيم جماعة (بوكو حرام) النيجيرية المتشدّدة. وفي بيان له أوضح المتحدّث الأمريكي أنه للمرّة الأولى يعرض (برنامج وزارة الخارجية الأمريكية للعدالة) مكافأت لمن يدلي بمعلومات عن قياديين رئيسيين للتنظيمات الإرهابية فى غرب إفريقيا). ويستهدف هذا الإجراء الأوّل الذي تعلنه واشنطن في منطقة غرب إفريقيا زعماء تنظيم (القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي) وحركة "التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا) وكتيبة (الموقّعون بالدماء) وجماعة (بوكو حرام). وفيما يتعلّق بالإرهابيين مختار بن مختار ويحيى أبو الهمام أوضح المتحدّث أن وزير الخارجية جون كيري حدّد مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدّي إلى تحديد مكان كلّ من يحيى أبو الهمام زعيم تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) و5 ملايين دولار لكلّ من يعطي معلومات بشأن مكان مختار بلمختار زعيم كتيبة (الموقّعون بالدماء). وعلى موقع (برنامج وزارة الخارجية الأمريكية للعدالة) الالكتروني تمّ نشر بطاقات تحديد هوية الإرهابيين المطلوبين مرفقة بصورهم، إلى جانب أهم العمليات الإرهابية التي نفّذها هؤلاء المطلبون. من هو "لعور"؟ يُعتبر مختار بلمختار المدعو (لعور) أحد القادة الدمويين البارزين لما يسمّى ب (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، وهو الذي أدخل التنظيم إلى شمال مالي برفقة عمّاري صايفي المعروف باسم (عبد الرزاق البارا) [الموجود في السجن حاليا]، وقد أثيرت شبهات كثيرة حول من يقف حقيقة وراء دفعه إلى القيام بما قام به في عين أميناس، خصوصا وأن الجزائر أكبر الخاسرين، فرنسا أوّل المستفيدين بدليل مسارعة رئيسها هولاند إلى الاستدلال بالاعتداء لتبرير حربه في مالي. شارك بلمختار المكنّى (خالد أبو العباس) (40 سنة) في عام 1991 إلى جانب حركات مسلّحة في أفغانستان قبل أن يعود بعد ثلاث سنوات إلى الجزائر، لينضمّ إلى ما كان يسمّى بالجماعة الإسلامية المسلّحة (تمّ تفكيكها في 2005). وبذلك يكون بلمختار من آخر القادة التاريخيين البارزين في الجماعات الإسلامية المسلّحة وأحد مؤسّسي الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت تنشط تحت إمارة تنظيم القاعدة العالمي منذ عام 2006 باسم (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي). وكان بلمختار الملقّب ب (لعور) لفقدانه إحدى عينيه في انفجار قنبلة على خلاف دائم مع (عبد الرزاق البارا) بسبب الزعامة منذ أن اِلتقيا أثناء انتقالهما معا من الجزائر إلى شمال مالي. ويوجد (البارا) في السجن في انتظار محاكمته بعد أن سلّمته السلطات الليبية للجزائر في عام 2004. وحسب شهادة (البارا) المسؤول الأوّل عن اختطاف 32 سائحا أجنبيا في عام 2003، فإن بلمختار كان يريد أن ينصّب نفسه قائدا للفوج الذي انتقل معه إلى شمال مالي في عام 2001 لشراء أوّل شحنة سلاح استخدمها المسلّحون في ما أصبح يُسمّى إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وكان (لعور) قد أعلن قبل بضعة أشهر عن تشكيل كتيبة (الموقّعون بالدماء) التي نفّذت عملية احتجاز الرّهائن الغربيين في عين أميناس. هل مازال "لعور" حيّا؟ في مطلع شهر مارس من السنة الجارية أعلن متحدّث باسم القوّات المسلحة التشادية أن (جنودا تشاديين في مالي قتلوا مختار بلمختار، أحد كبار قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أثناء هجوم على قاعدة للمتمرّدين المسلّحين). قال المتحدّث باسم القوّات المسلّحة التشادية الجنرال زكريا قوبونج في بيان أذيع على التلفزيون التشادي إن (القوّات المسلّحة التشادية العاملة في شمال مالي دمّرت ظهر السبت 2 مارس قاعدة للإرهابيين بالكامل، وضمّت الحصيلة مقتل عدد من الإرهابيين من بينهم قائدهم مختار بلمختار). من جهة أخرى، كشف تقرير إخباري أمريكي حديث أن القوّات الأمريكية كانت تتابع مختار بلمختار، قائد عملية اختطاف الرّهائن الأجانب في الجزائر وقائد المقاتلين المسلّحين في الصحراء والملقّب ب (لعور)، قبل 10 سنوات، غير أن الأوامر لم تصدر لها بقتله أو اعتقاله، مشيرة إلى أن بلمختار كان قد عاد لتوّه من أفغانستان، حيث تدرّب واشترك في عمليات عسكرية مع تنظيم القاعدة، وقالت إن القرار الأمريكي بعدم قتله أو اعتقاله كان بسبب أنه لم يهاجم منشآت أمريكية أو أمريكيين في ذلك الوقت.