الخلافات التي يشهدها ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أخذت اتجاها خارجيا بحيث يشمل الجماعات الجهادية في كل منطقة الساحل والمغرب العربي، هذا هو ما وصل إليه تحليل صحيفة "ذي ايكونوميست" البريطانية للوضع الداخلي في التنظيم والتفاعلات الداخلية بين أركان قيادته. وبحسب الصحيفة، فإن بلمختار يمتلك فرصا كبيرة في نسج علاقات مع الجماعات المسلحة في كل من تونس وليبيا، حيث ستكون التجربة التي مروا بها في شمال مالي، وقتال أفراد من هذه التنظيمات بجانب الإرهابي الجزائري ضد القوات المالية والفرنسية، عاملا يصب لصالحه، ويعتبر اشتراك الكثير من الإرهابيين القادمين من عدة دول إقليمية في الهجوم الاستعراضي الذي تعرضت له منشأة استخراج الغاز في تيغنتورين منتصف جانفي الماضي، دليلا على هذا الاتجاه، بالإضافة إلى كونه أظهر استحقاقه منصب القائد في المنطقة، كان فرصة لنيل ثقة الإرهابيين القادمين من دول أخرى، وهو ما نجح فيه بالفعل، بحسب "ذي ايكونوميست ". ولم تتوقف طموحات بلمختار القيادية في منطقة شمال إفريقيا، بل اتجهت نحو مناطق أعمق في القارة، وامتدت إلى غربها عبر توثيق الاتصال مع جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، وفي شرقها من خلال "جماعة الشباب المجاهدين" الصومالية. وكانت مواقع مقربة من الجماعات المسلحة في ليبيا، نشرت رسالة نسبتها إلى زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال، شكى فيها من تصرفات منافسه على القيادة مختار بلمختار، حيث ورد في نص الرسالة، دعوة صريحة لطرد بلمختار والمقربين منه من ليبيا، كما أبدى عدم رضاه عن سير العمليات ضد القوات الفرنسية والإفريقية في شمال مالي، بعد انسحاب مجموعات جهادية إلى ليبيا، الأمر الذي اعتبره درودكال تقصيرا من طرف مسلحي بلمختار في دعم المسلحين الآخرين. وأرجع محللون لشؤون الجماعات الإرهابية في منطقة شمال إفريقيا والساحل، سبب تركيز درودكال على الجبهة الليبية في كونها الأكثر أهمية من باقي الجبهات، لكونها مصدر التسليح الرئيسي في الوقت الراهن، وكذلك في مجال تدريب المقاتلين الأجانب في مخيمات الصحراء الليبية التي وقعت أجزاءا كبيرة منها تحت سيطرة الميليشيات المسلحة التي استغلت غياب سلطة الدولة هناك. ويبدو أن بلمختار استطاع أن يسرق الأضواء من أميره السابق عبد المالك درودكال في الآونة الأخيرة، ففي حين خف وجود الأخير على الساحة، ازداد بالمقابل حضور الأول على صعيد العمليات الإرهابية والبيانات الإعلامية، وكذلك الجدل حول مقتله، بالإضافة إلى رصد الولاياتالمتحدةالأمريكية مبالغ كبيرة لمن يساعد في القبض عليه أو قتله، وهذا مايزيد الضوء على "الأعور".