الكرة بالنسبة للجزائر يمكن أن تكن منفذا لدخول التاريخ من بابه الواسع، وليس الجغرافيا والكرة بالنسبة لأمريكا يمكن أن تكون منفذا لتصبح أكثر شعبية في أوساط الجماهير، خاصة أنها لا تمثل شيئا أمام البيزبول وكرة السلة وحتى ألعاب القوى.. هذا هو الفرق في أهمية الكرة بين دولة لم تصنع مجدا لها بعد أداء بطولي في الثورة أعقبته انكسارات سنوات الاستقلال ورمادا كثيفا يفوق رماد بركان إيسلندا ونقاظ ظلال وألف سؤال وتريد أن تغطي عليه بواسطة جلدة ماعز أو غزال! وبين دولة في شكل إمبراطورية تحكم الكرة الأرضية دون منازع تقريبا مع سقوط القطبين ولا تشكل فيها الكرة ومعها كل أنواع الرياضات المشهورة إلا لعبة ''ذكورة'' ينتهي مفعولها في حينها. الشعوب المتخلفة على شاكلة الجزائريين والعرب أجمعين تخلط بين الكرة والسياسة، فهزيمة الإسبان مثلا على يديهم في مجال الكرة تتم قراءته على أساس أنه فتح جديد من سلطان ظهر في آخر الزمان لاسترجاع الأندلس وقصر الحمراء! والفوز على الأمريكان قد يقرأ على أنه فوز على اسرائيل لأنها حليفة أمريكا، وأمريكا هي الطاعون والطاعون هو أمريكا كما يقول الراحل محمود درويش! في حين قد يكون الفوز على الدنمارك أو هولندا عبارة عن انتصار على أصحاب الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم أو البرلماني مخرج فيلم حول زوجاته! ولكن الأمريكان ومعهم فرنسا (المهزومة كرويا) مثلا يتحركون وفق لكل مقام مقال ولكل أرض سكان! فهزيمة أمريكا كرويا أو انتصارنا لا يمكن أن يحجب أو يزيد في نقاط سياسة باراك أوباما الذي يعاني وحده من حفرة (بترول) حفرها الإنجليز في المحيط وأدت إلى كارثة بكل المقاييس! وما دام أن الكرة تسيست في هذه البلاد، تكون الحاجة إليها تحت الشدة أكثر من مطلب سلطوي وجماهيري يختبئ وراءها أصحاب الأولى ويلهو بها أصحاب الثانية وهم يعلمون بأن الكرة في النهاية كالدنيا فانية، ولو دام مفعولها 20 عاما!