عزف فوزي رباعين، أمس، من معسكر، في إطار حملته الانتخابية لرئاسيات التاسع أفريل، على وتر حساس تمثل في دور المجالس المنتخبة التي لا تزال -حسبه- منقوصة الحرية في اتخاذ القرارات في ظل مركزية القرار التي باتت تخنق اقتصاد الجزائر. وقال رئيس عهد 54 أمام مناضليه في وقفة شعبية بعاصمة الأمير عبد القادر، إن هامش الحرية تقلص بالنسبة لرؤساء البلديات، ما يدفعهم إلى الاستجابة الفورية لقرارات سلطوية لا تخدم الشعب بالمرة وإلا كيف نفسر -يؤكد رباعين- بروز التوترات الاجتماعية في ربوع الوطن، حيث يحمل المواطن المسؤولية الكاملة للأميار دون التعريج على الوصاية التي تتحمل القسط الأوفر من المسؤولية، كونها تضغط بطريقة أو بأخرى على المنتخبين من أجل الاستجابة للتسيير الموجه والخضوع لسلطان الجاه، كما حدث في عدة بلديات، في ظل قانون مركزية القرار الذي يعطي صلاحيات للإدارة أكثر من المنتخب الذي يواجه -حسب رباعين- أعتى الاحتجاجات وحده، وترتب عن ذلك -يقول مرشح الرئاسيات- قضايا بالجملة تورط فيها المنتخبون. فيما تعلن الجهات الإدارية تبرئها من ذلك. رباعين جدد تأكيده أن الجزائر لا يمكنها الوقوف على رجليها بالمفهوم الواسع إلا بتغيير العقليات البالية التي تحكم الإدارة العمومية، على غرار استفحال آفة الرشوة والمحسوبية والنفوذ وشيوع واسع لظاهرة البنعميست في قضاء المصالح الشخصية، ساعد في بروز ذلك -يؤكد رباعين- غياب حقيقي للسلطة التشريعية التي لم تع دورها بالكامل، بل اتهمها بحب الظهور في المناسبات الظرفية أمام المسؤولين الكبار والخروج عن صف الشعب الذي كان أوصل نواب الحال إلى ما هم عليه الآن، وأوضح رباعين أن برنامجه الانتخابي يتنافى مع هذه الآفات والسياسات القاتلة، بل برنامجه يعتمد على تدعيم الشباب وحثه على الاستثمار في بلاده لعدم دفعه إلى المغامرة بركوب البحر، داعيا جمهوره إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع لقطع الطريق على دعاة التشبث بعقلية الستينات.