تواصلت بمدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة للأسبوع الثاني على التوالي منذ المصادقة على اللائحة الأممية 2099، المظاهرات السلمية للمطالبة بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، وتوسيع صلاحيات بعثة "مينورسو" لتشمل حماية ومراقبة حقوق الإنسان. وشهد حي معطي الله بعاصمة الصحراء الغربية الذي تقطنه أغلبية من السكان الصحراويين، "خروج مئات المتظاهرين في مسيرة سلمية رفعت فيها أعلام جبهة البوليزاريو، ورددوا خلالها شعارات تنادي بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. وما لبثت قوات الأمن المغربية المختلفة بالزي الرسمي والمدني أن سارعت إلى محاصرة المتظاهرين، في محاولة لثنيهم عن مواصلة مسيرتهم وإسماع صوتهم لكل العالم وإيصال مطالبهم من أجل الحرية والاستقلال. ورغم هذا الحصار الذي شارك فيه أعوان من جهاز المخابرات المغربية، إلا أن ذلك لم يمنع من خروج المتظاهرين الصحراويين إلى شوارع أحياء أخرى بالمدينة المحتلة، في مظاهرات سلمية عارمة تطالب بتقرير مصير الشعب الصحراوي، على غرار شارع سيدي محمد ددش وشارع رأس الخيمة وحي الإنعاش. وأكدت عدة مصادر، أنّ مطار مدينة العيون والأماكن المحيطة به، تشهد انزالا ضخما لقوات الأمن، مع حضور رؤوساء مختلف الأجهزة القمعية المغربية التابعة للشرطة والقوات المساعدة ومسؤولي السلطة المحلية التابعين للاحتلال. وأضافت، أنها تعزيزات غير مسبوقة، وتأتي قبل وصول مجموعة من الصحفيين الدوليين لإنجاز تقرير مفصل عن الوضع بالمنطقة، في ظل مظاهرات مطالبة بتقرير المصير والحرية خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي الأخير. ويضم الوفد الإعلامي الدولي الذي وصل إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء في انتظار توجهه إلى مدينة العيونالمحتلة، حيث سيقيم إلى غاية الأربعاء القادم صحفيين عن شبكة "بي. بي. سي" والغارديان البريطانية وواشنطن بوست وبوسطن غلوب ونيويورك تايمز وفورين بوليسي الأمريكية وهيرالد تريبيون وشبكة "سي. أن. أن". وأمام هذا التصعيد الأمني، حذرت أميناتو حيدر الناشطة الحقوقية الصحراوية مما أسمته بنوع من الترهيب الشامل، حتى أن المنطقة صارت منطقة عسكرية وسط سيادة حالة من الانتهاكات المتواصلة من سب وشتم وحملات تخويف ضد المدافعين عن حقوق الإنسان . وعبرت الناشطة الحقوقية الصحراوية عن تخوفها من أن تتحول المقاومة السلمية إلى عنف، بسبب حمق النظام المغربي واستمراره في قمع المظاهرات السلمية بعنجهية، وازدياد وقوف الشباب الصحراوي على حقيقة واقع القمع ونهب خيراته، وأضافت أنها أصبحت تخشى من ردة فعل عنيفة من الشباب الصحراوي قد تدفع به إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسه. ومن أجل التعريف بحقيقة الكفاح الصحراوي، أطلقت ممثلية جبهة البوليزاريو بالعاصمة الروسية موسكو بوابة معلومات جديدة باللغة الروسية، من أجل "تكسير التعتيم الإعلامي المطبّق حول كفاح الشعب الصحراوي". ويهدف هذا الموقع، إلى تمكين الجمهور الروسي والناطقين باللغة الروسية من"معلومات كاملة عن تاريخ الصحراء الغربية وكفاح شعبها وتاريخ وجذور النزاع" مع المحتل المغربي. كما سيعمل المشرفون على الموقع، على بث "تفاصيل الحياة في مخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة والوضع في المدن المحتلة، بالإضافة إلى ما تنشره وسائل الإعلام الروسية عن القضية الصحراوية. وسيكون بإمكان متصفحي الموقع، الإطلاع على "كل قرارات الأممالمتحدة بشأن الصحراء الغربية باللغة الروسية، وكذا تقارير المنظمات الدولية لحقوق الإنسان حول انتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم بها المغرب في الجزء المحتل". كما سينشر الموقع أيضا، أفلاما وثائقية حول النزاع في الصحراء الغربية والندوات الخاصة بالمؤتمرات والمهرجانات ذات الصلة بكفاح الشعب الصحراوي.