عاد مارتن كيون المدافع السابق لمنتخب إنجلترا ونادي أرسنال والمحلل الرياضي في ''بي بي سي''، الذي التقيناه في مركز الصحافة في بريتوريا عقب مباراة الجزائروإنجلترا، إلى تشريح مباريات الخضر حيث قال إن المنتخب الجزائر قوي جدا من الناحية البدينة وحتى في الصراعات الفردية، لكن بالمقابل كانت تنقصه الجرأة من أجل صنع الهجمات والتسجيل.. وهو ما جعل الجزائر تقصى من الدور الأول. إقصاء رآه الرجل عادي ومنطقي بالنظر إلى أن مباريات كرة القدم تحسب فيها النقاطئ بعد تسجيل الأهداف وليس العكس. وعن اللاعبين الجزائريين الذي أثاروا إعجابه ذكر دون تردد كريم زياني بالرغم من أنه لم يظهر بإمكانياته الحقيقية في هذا المونديال، لكنه قائد للهجمات. كما أعاب كيون على سعدان بعض الاختيارات التكتيكية، مشيرا إلى أن تفكير سعدان توقف عند التعادل أمام المنتخب الإنجليزي، كما أن الرسم التكتيكي الذي لعب به أمام المنتخب الأمريكي يؤكد أن مدرب الجزائر قد اكتفى من المونديال بالتعادل أمام أشبال جون تيري. . كيون، مرحبا بكم أنا صحفي من الجزائر وأريد أن أدردش معكم في بعض الأمور، ممكن؟ بدون أي مشكل. أولا، ماذا تفعل في كأس العالم بجنوب إفريقيا؟ أعمل محللا لدى إحدى القنوات بعد مباراة الجزائروالولاياتالمتحدة، كيف تقيّم مشوار الخضر في هذه الدورة؟ أعتقد أن الجزائر لعبت بدون جرأة في مبارياتها الثلاث وهذا ما تأكدت منه في مباراة الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث كان ضروريا على مدربكم أن يدخل تغييرات في بداية الشوط الثاني وليس تغيير مركز بمركز عكس بوب برادلي الذي غامر، وأثمر تفكيره بالمرور إلى الدور الثاني. لكن حسب ما شاهدته في مباراة الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية أعتقد أن مدربكم اكتفى بالتعادل أمام إنجلترا وهو ما دفعه للارتكاز على خطة أقول حذرة. ماذا كان ينقص المنتخب الجزائري للذهاب إلى الدور الثاني؟ الجرأة في اللعب والذهاب إلى الأمام بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، وهذا لم نشاهده عند منتخبكم في المباريات الثلاث، حيث كان الاعتماد على إغلاق جميع المنافذ والاعتماد على الكرات الثابتة. لكن كما تعرف، أن الجميع عندما يأتي إلى المونديال يكون مدربا على جميع الكرات بما في ذلك الكرات الثابتة. ماذا تعرف عن لاعبي الخضر؟ لا أعرف الكثير لكنني أعجبت بكريم زياني الذي أعتبر أنه وإن لم يظهر في بعض المباريات بمستوى كبير، إلا أنه قائد حقيقي، كما أعجبني كثيرا مجيد بوقرة وبحكم أنني مدافع أراه مدافعا كبيرا بكل المقاييس. حسب رأيك، ما هي الدروس المستخلصة من هذه الدورة بالنسبة لمدرب الجزائر؟ الدرس الأول أن يتعامل مع المباريات بأكثر جرأة وعدم التفكير كثيرا في الخسارة، لأن الهزيمة وإن كانت بنتيجة ثقيلة تبقيك بصفر نقطة، وهو ما لم يفهمه على ما أعتقد مدربكم، كما أن تغييراته كثيرا ما كانت متأخرة. أعتقد أن الجزائر بحاجة إلى عمل كبير في المستقبل حتى تصل وتنافس الكبار.