مناصرة: مسار الوحدة مع حمس يسير بوتيرة بطيئة بدأ العد التنازلي لموعد الرئاسيات المقبلة، وعلى بعد شهر واحد من استدعاء الهيئة الناخبة، وازدادت حالة الاستقطاب بين أحزاب الموالاة والمعارضة، غير أن ما يعرف ب«تكتل الجزائر الخضراء" يعرف حالة تشتت غير معهودة قد تصل إلى توقيع شهادة وفاته نهاية الشهر الحالي. وحسب ما ذكرته مصادر ل«البلاد"، فإن إعلان الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، جهيد يونسي، ترشحه لموعد الرئاسيات "بات وشيكا" وهو "قاب قوسين" من ذلك، وهذا خلال مجلس شورى الحركة الذي سينعقد في ال28 من الشهر الجاري، ويكون بذلك قد وقع على شهادة وفاة تكتل الجزائر الخضراء، حيث يرى العديد من المراقبين للساحة السياسية والأحزاب الإسلامية على الخصوص، أن طموحات يونسي لنيل شرف "مرشح الرئاسيات" للمرة الثانية واضحة للعيان، خاصة وأن الرجل لم يشارك في مجموعة العشرين والدفاع عن الذاكرة والسيادة التي ينتمي إليه شريكيه في التكتل، ويتعلق الأمر بكل من حركة مجتمع السلم وحركة النهضة، كما يرى بعض المراقبين أن ما دفع يونسي ل«شبه" مقاطعة للتكتل هي التصريحات الأخيرة لرئيس "حمس" عبد الرزاق مقري، الذي تحدث عن تفويض مجلس الشورى له، والذي تداولته وسائل الإعلام على أساس أنه إعلان لترشحه، وهو ما لم يرق ليونسي واعتبره حسب البعض تجاوزا للمبادئ المعلن عنها في تأسيس التكتل وهي التنسيق بين الأحزاب في اتخاذ أي موقف. ويرى المحللون السياسيون أن تحقيق التحالف الإسلامي وتزكية رجل الإجماع، حلم يصعب تحقيقه في الوقت الراهن، كما تم استبعاد خيار ترشيح رجل من خارج التيار. وفي هذا الشأن يرى العديد من المراقبين أن هناك محاولات وجهود تبذل لتوحيد التيار الإسلامي واحتمال تقديم مرشح واحد عنه في رئاسيات 2014، لكن مسألة التحالفات تعترضها العديد من العوائق والصعوبات على اعتبار أن التيار الإسلامي في الجزائر تشتت للعديد من الأحزاب، إلى جانب ظهور جيل جديد في صفوف التيار الإسلامي يفضل أحزاب مبنية على أسس النضال وليس عن الزعامات الفردية، واعترف عبد الرزاق مقري، مؤخرا بأن المشاورات التي أجراها للتقريب بين مواقف عدة أحزاب باءت بالفشل، رغم عدم غلقه باب السعي لاستكمال هذه المشاورات لكن فرص نجاحها تبدو ضعيفة، فضلا عن أن استنجاد الإسلاميين بوساطات من الخارج لم تفلح في لم الشمل مثلما فعل الداعية الموريتاني ولد الدودو. وفي السياق ذاته، اعترف رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، في تجمع شعبي نظمه بولاية سعيدة، أن مسار الوحدة على المستوى الوطني "يسير ببطء"، ولكن حسبه "القطار سيصل إلى المحطة النهائية"، مبديا عدم رضاه عن الوتيرة التي يسير بها مشروع الوحدة، ما يمكن فهمه أيضا على أنه اعتراض ضمني على إبداء مقري نية ترشحه بعيدا عن ما تم الاتفاق عليه في بيان الوحدة وهو "التزام الشورى والتوافق في كل القرارات المحققة للوحدة، وتأسيس لجنة من الطرفين لتجسيد هذه المبادئ العامة بمساهمة أصحاب المبادرة، توكل إليها مناقشة كل التفاصيل لتحقيق الوحدة الكاملة" وهو أهم مأخذ تسجله التغيير على "حمس".