لم تلتزم السلطات الصمت كثيرا إزاء رحلة الرئيس مع العلاج لسنة 2013 التي شكلت حدثا بارزا خلال السنة المنتهية، فقد أعلن الوزير الأول عبد المالك سلال بتاريخ 27 أفريل أمام أعيان مدينة بجاية التي كان يزورها أن الرئيس في المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية غير مقلقة، ولأول مرة استمع الجزائريون إلى طبيب يشرح الحالة الصحية لرئيس الجمهورية، وقد لجأت رئاسة الجمهورية إلى إصدار بيانيين تؤكد من خلالهما بداية تعافي الرئيس من الوعكة الصحية التي تعرض لها، وفي ماي نشرت وكالة الأنباء الجزائرية بيانا صادرا عن الوزير الأول عبد المالك سلال قال فيه "إن مرض الرئيس بوتفليقة لن يكون سوى ذكرى سيئة، وإن حياة بوتفليقة لم تكن أبدا في خطر. وأضاف سلاّل قائلا "الأطباء طلبوا إخضاع الرئيس إلى راحة تامة، وسيعود قريبا إلى البلاد"، وأكد سلال من خلال البيان تواجد الرئيس في المستشفى العسكري "فال دوغراس" عقب تسريبات فرنسية بوجوده هناك، وهي الرحلة الثانية للعلاج التي قادت بوتفليقة إلى فرنسا. وفي 21 ماي أصدرت وزارة الدفاع الفرنسية بيانا مقتضبا أشارت فيه إلى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غارد مستشفى فال دوغراس إلى مستشفى آخر قالت بشأنه مصادر إعلامية فرنسية إنه مستشفى "ليزانفاليد" المخصص لكبار الشخصيات والقادة والمعطوبين في ضواحي باريس. وقد ارتبط مرض الرئيس ورحلة علاجه بالكثير من الإشاعات ومحاولة التلاعب بمشاعر الجزائريين، فقد نسبت صحيفة قطرية إلى المغني اليهودي الأصل أنريكوماسياس قوله إن بوتفليقة لا يقوى على الكلام، وكان لهذه التصريحات والفرقعات الأثر القوي في ظهور الرئيس للرأي العام، فقد نقل التلفزيون الرسمي زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة قائد الأركان قايد صالح، وتأكد الرأي العام أن بوتفليقة يقوى على الكلام وعلى استقبال ضيوفه، والأكيد أن الأمر يحتاج إلى الكثير من الراحة والمتابعة والعلاج، ولم تتوقف التعاليق والمطالب التي نشطتها مجموعة من الأطراف السياسية التي دعت إلى تفعيل مواد الدستور، لكن ذلك المطلب القاضي بإعلان عجز الرئيس قابله خطاب سياسي أخلاقي اعتبر هذه المطالب عبثية ومحاولة سياسوية لاستغلال مرحلة مؤقتة والزج بالبلاد في أتون مجهول