دخلت مختلف الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في حرب بيانات المساندة والولاء لهذا المرشح أو ذاك، مما عزز ظهور الانشقاقات والحركات التصحيحية داخل مختلف التنظيمات والحساسيات السياسية. وبدأت بيانات المساندة تتهاطل على قاعات التحرير لمختلف الصحف والقنوات الإعلامية، بعضها بيانات مجهولة لا تحمل أي توقيع ولا يعرف حتى مصدرها، وبعضها مزورة، حيث يتحدث أصحابها باسم المنظمات والحركات التي ينشطون فيها، دون أن تكون هذه الأخيرة قد تبنت خيارهم. كما تطوعت العديد من المنظمات من تلقاء نفسها لجمع التوقيعات لأحد المترشحين، وجندت نشطائها عبر مختلف مناطق الوطن لهذا الغرض تعبيرا عن مساندتها لهذا أو ذاك. كما بدأت الانشقاقات والحركات التصحيحية تعصف بمنظمات المجتمع المدني ومنظمات الأسرة الثورية، بداية بمنظمة أبناء الشهداء التي أطاح فصيل من نشطائها بالطيب الهواري بسبب دعمه لعلي بن فليس فيما أصر باقي المنخرطين على دعم عبد العزيز بوتفليقة. وسارعت العديد من المنظمات إلى استباق الأحداث، معلنة دعمها لهذا أو ذاك على غرار المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين وجناح الطيب الهواري في المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين والمنظمة الوطنية للتشبيب والتواصل، في بيان مشترك أكد دعمهم اللامشروط للمترشح علي بن فليس، واعتبروه الشخص المناسب لقيادة البلاد إلى بر الأمان. فيما سارع نشطاء في منظمة أبناء الشهداء إلى سحب الثقة من الطيب الهواري، معلنين دعمهم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مما أدى إلى تصدع المنظمة. كما تلقت "البلاد" بيان مساندة للمترشح علي بن فليس، يحمل توقيع رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر المتواجدة بحيدرة، إلا أنه وبعد الاتصال بنشطاء هذه المؤسسة اتضح أن هذا الأخير يتواجد حاليا في الولاياتالمتحدة، وأنه يساند الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، حسب ما أكدته الناشطة زهور بوطالب التي كذبت في تصريح ل«البلاد" قطعا "مساندة مؤسسة الأمير عبد القادر للمترشح "علي بن فليس"، معبرة عن استغربت صدور هذا البيان الذي تم توقيعه باسم المؤسسة. وجاء في البيان المجهول الذي حمل توقيع مؤسسة الأمير عبد القادر أن "الوضع السياسي الراهن للبلاد يتطلب التجند من قبل جميع الأطراف المدنية، والتحلي بالروح الوطنية والوعي السياسي" وأوضح البيان "بصفتنا مواطنون واعون بأهمية ورهانات الإستحقاقات الرئاسية المقبلة لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي ... وأرى أن المترشح علي بن فليس هو الشخص الأمثل الذي يتمتع بالقوة والإرادة والدعم الشعبي لقيادة البلاد واعتلاء قصر المرادية". وبالرغم من أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يعلن ترشحه رسميا بعد، إلا أن لجان المساندة الداعمة للعهدة الرابعة تعمل على قدم وساق ونفس الأمر ينطبق على لجان مساندة رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس الذي أعلن ترشحه رسميا الأسبوع الفارط. وتحولت لجان المساندة وبيانات الدعم والولاء إلى سلاح فتاك بين أيدي المترشحين للحملة الإنتخابية، حيث تظهر يوميا عشرات اللجان في الأحياء والمدن، حيث أعلنت العديد من اللجان مساندتها للمترشح عبد العزيز بوتفليقة وسارعت لجان مناوئة لها إلى إعلان دعمها ومساندتها للمترشح علي بن فليس باعتباره الخصم الأقوى لبوتفليقة. فيما يسعى المترشحون الباقون إلى حشد أكبر عدد من لجان المساندة قصد تشكيل قاعدة انتخابية تمكنهم من كسب رهان جمع التوقيعات، خاصة المترشحين الأحرار الذين لا يملكون أحزابا ولا مناضلين يدعمونهم، وهو ما يعطي الإنطباع بأن حملة انتخابية مسبقة قد انطلقت بشكل غير رسمي.