أعطى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني تعليماته لأمناء المحافظات من أجل مباشرة تنصيب لجان المساندة لمرشح الحزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حسب ما علمته "البلاد" من مصادر من محيط الحزب، كما أمر أمناء المحافظات التي تشهد انشقاقات بخصوص الرئاسيات، وتميل بعض قسماتها نحو مساندة رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، باستعادة السيطرة على هذه الأخيرة. وذكرت المصادر أن عمار سعداني الذي كان صائما عن الكلام في الفترة الأخيرة، بعد موجة من التصريحات المتوالية الجريئة والحادة، سيعقد لقاء مع أمناء المحافظات ال54 من أجل تنصيب لجان الحملة الانتخابية، كما أعلمهم على لسان عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم مصطفى معزوزي أن تعديل الدستور سيكون قبيل الرئاسيات، وليس بعدها. ومن جانب آخر اجتمع أمس أعضاء سابقون في المكتب السياسي من بينهم العياشي دعدوعة وعبد الحميد سي عفيف، بأعضاء في اللجنة المركزية ومجموعة من شباب الحزب، في محاولة لاستقطابهم إلى صف المعارضين للأمين العام، وردا كذلك على اللقاء الأخير الذي ضم عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الشباب والطلبة عبد القادر زحالي بشباب الأفلان، وانتهى بصياغة بيان مزكى لدورتي الأوراسي المنعقدين في 29 أوت و16 نوفمبر الماضيين، وكافة القرارات المترتبة عنهما وأهمها انتخاب سعداني أمينا عاما، والموافقة بالإجماع على تشكيلة مكتبه السياسي، بالإضافة إلى إعلان مساندة ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة. وقد أكدت المصادر ذاتها أن لقاء جديدا سيتم عقده خلال الأيام القادمة بالعاصمة، وسيكون مصحوبا باحتجاج أمام مقر الحزب في حيدرة، إعرابا عن رفض تشكيلة المكتب السياسي وبعض القرارات الصادرة عن سعداني. وسيتم خلاله الإعلان عن ميلاد تنظيم جديد يسمى اللجنة الوطنية لشباب الأفلان، وسيكون حسبها المتحدث الوحيد باسم شباب الحزب وسيتحصل على اعتماده الرسمي من وزارة الداخلية حيث باشر الإجراءات لذلك. وفي هذا السياق باشر الجناح الجديد المعارض لتشكيلة المكتب السياسي اتصالات مع جناح القياديين عبد الكريم عبادة وعبد الرحمن بلعياط، من أجل التنسيق بين الطرفين وجمع توقيعات أعضاء اللجنة المركزية التي يحوزها كل منهما، من أجل بلوغ النصاب القانوني لعقد دورة "موازية" لدورتي الأوراسي، ومحاولة سحب البساط من تحت خليفة عبد العزيز بلخادم. وقد تمكن الجناح الجديد من جمع 110 توقيعات، في حين يمتلك عبادة نحو 78 توقيعا، ولكنها تبقى غير كافية وبعيدة عن نصاب الثلثين المقدر ب228 توقيعا، وفي المقابل يرى جناح المؤيدين لعمار سعداني في هذه التحركات مجرد محاولات يائسة وفاشلة لن تغير من واقع الأمر شيئا، خاصة أن الكتلة المعارضة خسرت معركتها القضائية بحكم مجلس الدولة لصالح سعداني.