عادت قضية العائلات التي تقطن ببعض المساحات الغابية بمختلف بلديات العاصمة إلى الواجهة من جديد مع اقتراب عملية الترحيل المقبلة، حيث بات مصير أكثر من 300 عائلة تقطن في بيوت قصديرية على مستوى 7 غابات غامضا، في وقت تستعد فيه مديرية الغابات لإطلاق مشروع اعادة تهيئة هذه الغابات وتحويلها الى فضاءات عائلية. تخطط مديرية الغابات لولاية الجزائر لاستعادة اهم المساحات الغابية المتواجدة بالعاصمة وإعادة تهيئتها وتجهيزها بمختلف الهياكل والمرافق العمومية لكي تستعيد دورها المعهود بعدما تحولت منذ بداية سنوات الإرهاب الى فضاءات للسكن الفوضوي. كشفت مديرية الغابات لولاية الجزائر عن مخطط جديد يهدف إلى استرجاع أهم المواقع الغابية المتواجدة على مستوى كل بلديات العاصمة، وهذا في إطار إعادة الاعتبار لمثل هذه المساحات الخضراء وإعادة تفعيل دورها الحقيقي كفضاءات عمومية عائلية مثلما كانت عليه قبل العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر. وحسب البرنامج الذي سطرته مديرية الغابات لولاية الجزائر فإن عملية إعادة التهيئة ستشمل في بداية الأمر سبعة مواقع غابية من أصل 117 غابة متواجدة عبر كل تراب الولاية، غير أن الإشكال الوحيد الذي قد يعرقل انطلاق هذه العملية في أحسن الظروف الممكنة هو العائلات التي تقطن بهذه الغابات منذ سنة 1990 تقريبا، حيث توحي كل المعطيات بأن مديرية الغابات ستواجه العديد من المشاكل والعراقيل مع هذه العائلات التي ربطت تخليها عن بيوتها الفوضوية بترحيلها إلى سكنات جديدة. وحسب آخر الأرقام التي حصلت عليها مصالح مديرية الغابات لولاية الجزائر بخصوص عدد العائلات التي تقطن بالمواقع الغابية السبعة المعنية بعملية إعادة التهيئة يقدر بأكثر من 300 عائلة منتشرة بين غابات بن عكنون وبوزريعة وبني مسوس وبني مراد وواد أوشايح... فيما أكدت مصادر مسؤولة من ولاية الجزائر أن هذه العائلات غير مدرجة إطلاقا في عملية الترحيل المقبلة التي تترقبها العاصمة على أساس أن هذه العائلات التي تقطن بهذه المواقع الغابية ليست من العائلات المنكوبة من فيضانات باب الواد أو زلزال 2003، لذلك فهي مطالبة بإخلاء الغابة.