أجهضت عناصر المجموعة الإقليمية لحرس السواحل بعنابة في ساعة مبكرة من فجر أمس مغامرة جديدة للهجرة السرية كان 28 شابا يخوضونها على متن قاربين من صنع تقليدي، قبل اعتراضهم من طرف مصالح البحرية على مسافة 12 ميلا بحريا شمال شرق رأس الحمراء· واستنادا الى مصادر عليمة فإن الموقوفين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و27 سنة وينحدرون من ولايات عنابة، فالمة، تبسة، سكيكدة، أم البوافي وجيجل· وقد اعترف الشبان خلال مجريات التحقيق الأمني معهم على مستوى المحطة البحرية الرئيسية لحرس الشواطئ بأنهم خططوا لهذه الرحلة منذ أسابيع عديدة بالاتفاق مع أحد منظمي رحلات الحرقة، الذي تكفل بالإجراءات التنظيمية، مقابل حصوله على مبالغ مالية تتراوح بين 5 و9 ملايين سنتيم نظير كل ''تذكرة'' على متن قارب الموت، وقد أقلع المترشحون للهجرة باتجاه جزيرة سردينيا في حدود الساعة العاشرة من ليلة أول أمس الاثنين انطلاقا من شاطئ سيبوس غير المحروس، لكن من سوء حظهم كانت فرقة من البحرية في تلك الأثناء في مهمة مراقبة دورية روتينية في عرض المياه الإقليمية للولاية، وقد رصدت القاربين بعد ساعات من الإبحار تحت جنح الظلام في عرض البحر، مما جعلها تشن عملية مطاردة وملاحقة كللت بتوقيف المغامرين على بعد نحو12 ميلا بحريا، وكان على متنه 28 شابا من بينهم طالبان جامعيان من ولاية فالمة وناجح في شهادة البكالوريا في دورة 2010 ينحدر من حي لاكولون الشعبي وسط مدينة عنابة، وقد انصاع الحرافة لتعليمات أعوان حراس السواحل دون إبداء أية مقاومة، ليتم إثرها اقتيادهم جميعا إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية بميناء عنابة حيث تم إخضاعهم لفحوصات طبية من طرف فرق الحماية المدنية، قبل إحالتهم على التحقيق الابتدائي· والغريب أن الموقوفين رفضوا الكشف عن هوية المسؤول الأول عن تنظيم هذه الرحلة أوقائد القارب، وأجمعوا في تصريحاتهم على أنهم يجهلون هويته، وأنهم تفاوضوا مع وسيط، تكفل بتحضير وتنظيم الأمور· وقد استفاد الحرافة خلال إحالتهم مساء أمس أمام نيابة محكمة عنابة الابتدائية من إجراءات الاستدعاءات المباشرة للمثول أمام الجهات القضائية في الأسبوع الأخير من شهر جويلية الجاري· ويعد الفوج الحالي الرابع من نوعه الذي يسقط في قبضة وحدات حراس السواحل والجهات الأمنية بولاية عنابة منذ بداية شهر جويلية الحالي، حيث تم إحباط 4 محاولات متتالية في ظرف 6 أيام انتهت بتوقيف 84 شابا كانوا بصدد خوض مغامرات بحرية على متن قوارب الموت باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية· وعلمت ''البلاد'' أن هذا التصعيد في نشاط شبكات تنظيم الحرفة بفعل تحسن الأحوال الجوية حعل السلطات الولائية تسارع إلى التحضير لعقد اجتماع تنسيقي بين مصالح البحرية ووحدات الأمن والدرك الوطنيين· وذكرت مصادر مطلعة في هذا الشأن أن والي عنابة سيشرف نهاية الأسبوع الجاري على هذا اللقاء الذي سيتناول تحيين مخطط حراسة ومراقبة الشريط الساحلي خاصة بالشواطئ غير المحروسة·