لا تزال مساعي الصلح في غرداية متواصلة من قبل العديد من الفعاليات والمواطنين والعقلاء. في حين هدد سكان غرداية المالكيين بالخروج في مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين، بعد عودة الهدوء والأمن إلى جلّ مدن ومناطق وأحياء غرداية مؤخرا. وبدورها ساهمت قوات الأمن من الدرك والشرطة في استعادة الأمن من خلال نشر قواتها في كل نقاط التوتر، مع توقيف العديد من المتورطين في أعمال العنف والتخريب خلال المواجهات سواء بمدينة غرداية أو ببريان أو مدن أخرى. فيما رفض سكان غرداية تطبيق مبدأ العقاب على المُتسببين أو المتورطين في تلك الأحداث، وهدد المالكيون بالخروج في مسيرة لم يُحددُ موعدها للضغط من أجل إطلاق سراح أبنائهم. في المقابل استنكر سكان من غرداية هذا التصرف، مؤكدين أن الأحداث وأعمال العنف والفوضى التي سادت مدن وشوارع المدينة لعدة أيام، كان يستدعي معاقبة المتورطين فيها، وكان أيضا مطلبا من مطالب جميع المواطنين. في سياق متصل، تتواصل التحضيرات لعقد اجتماع الصلح الذي بادر به أعيان ومشايخ من كل الولايات، حيث لا تزال تجري اللقاءات مع المجتمع المدني في غرداية من كلا الجانبين، والتحسيس بضرورة التهدئة، وعدم الاستجابة لأية استفزازات من شأنها تجديد المواجهات، وأكد الأعيان خلال لقاءاتهم بالسكان أن ما يحدث قد يكون مخططا يستهدف ضرب وحدة وأمن التراب الوطني، وتعمل أيادي داخلية على تنفيذ هذا المخطط الخارجي.