مصادر موثوقة ل"البلاد": "عصابات إجرامية منظمة وراء شرارة غرداية" غرداية تعيش على وقع "هزات ارتدادية لشرارة أسبوع من العنف والفوضى" رفعت السلطات المحلية لولاية غرداية، منذ صباح أمس، حالة التأهب القصوى والتعامل بصرامة مع جميع الذين يقفون وراء أعمال العنف والفوضى واللااستقرار الذي تعيشه مدينة غرداية منذ حوالي أسبوع، مما أدى إلى نزوح جماعي لعشرات العائلات من مختلف أحياء قصر غرداية نحو عائلاتهم وأقاربهم تخوفا من الاعتداءات والتصفيات من طرف مجموعة من الأشخاص ملثمين يقومون بإضرام النيران في البيوت والمحلات والاعتداءات على مستعملي الطرقات بالحجارة، حيث خلّفت هذه الوضعية خسائر مادية معتبرة. وأفادت مصادر موثوقة ل«البلاد" بأن والي ولاية غرداية أصدر تعليمات بضرورة رفع التغطية الأمنية بكل أحياء مدينة غرداية من خلال نشر قوات إضافية لقوات الأمن تم استقدامها من ولايات أخرى، كما تم إقحام كل وحدات الدرك الوطني مع تعزيز هذه التغطية بطلعات جوية لمراقبة الوضع ورصد كل التحركات المشبوهة، حيث أكدت مصادرنا عن وجود عصابات إجرامية منظمة منتشرة في كل مدينة غرداية وحتى من البلديات المجاورة، يتنقلون ويُطلقون شرارة أعمال العنف ثم يُغادرون بعد تدخل قوات مكافحة الشغب من الدرك والشرطة ثم ينتقلون إلى حيّ آخر ويقومون بنفس العمل، وهكذا تعمّ الفوضى والعنف في كل مكان ومواجهات وإصابات من كل جهة. كما أوضحت مصادرنا أن هذه العصابات دورها إطلاق شرارة أعمال العنف ثم تُغادر وتترك المواطنين من الجهتين في مواجهات لا يمكن السيطرة عليها إلا بصعوبة. كما كشفت مصادرنا أن والي الولاية يكون قد أعطى تعليمات بضرورة تطبيق القانون بصرامة مع جميع المعتادين والمتسببين في إثارة هذه الأعمال الإجرامية وتوقيفهم، وهو ما أدى إلى عودة الهدوء من حين إلى آخر، وأمر بعدم مغادرة قوات الدرك والشرطة إلى غاية استتباب الأمن وعودة الحياة إلى المدينة، وموازاة مع ذلك التحقيق في ملابسات الأحداث وكشف امتورطين. ووصف شهود عيان ل«البلاد" الوضع في مدينة غرداية أمس، "بالمُخيف" حيث يُخيّم الخوف والترقب من كل جهة، ولا تزال جميع المحلات التجارية مُغلقة، وتعزيزات أمنية طوّقت كل مداخل ومخارج الأحياء خاصة تلك التي تقع في نقطة التماس بين العرب وبني ميزاب الذين تُحاول تلك العصابات الإجرامية أن تزرع بينهم الفتنة من خلال اتهام كل طرف بأنه هو المتسبب في الأحداث. وأغلقت قوات الأمن عدة طرقات بسبب الاعتداءات على مستعملي الطريق. وبدورهم انتشر سكان الأحياء في الشوارع لترصد تحركات الأشخاص الغريبين عن الأحياء لمنع أي انزلاق، كما تُجري منظمات المجتمع المدني وحتى المسجد العتيق بغرداية والأعيان اجتماعات تحسيسية ودعوات للتهدئة والتوعية وسط المواطنين ودعوتهم لعدم الاستجابة لأية استفزازات، حتى يتضّح من الذين يقفون وراء هذه الأحداث. كما دعا المواطنون من إطارات وأعيان تحدثت إليهم "البلاد" إلى ضرورة تعزيز التواجد الأمني مع ضرورة توقيف بصرامة جميع المعتدين والمتسببين في الأحداث، مؤكدين أن الحلّ الوحيد لهذه الأزمة هو القبض على جميع المتورطين بدون استثناء، وأكدوا دعمهم ووقوفهم وراء مصالح الأمن في هذه المسألة، مشيرين إلى أن المواطنين في غرداية يُناشدون الأمن بأي ثمن، ونفوا أي تقاعس من طرف قوات الأمن في التعاطي مع الأحداث، لا سيما قوات الدرك الذين أكدوا أنها على دراية بكل الأحياء وتعرف كل مداخل ومخارج المدينة وتعاملت بصرامة مع المجرمين ولاحقتهم حتى في الأزقة الضيّقة. واعتبروا ما يحدث في غرداية أمرا غريبا، باعتبار أن سكانها مجتمع يتعايش مع كل الظروف، غير أنه في السنوات الأخيرة برزت أطراف أصبحت تلعب بالوتر وتخلق الفتنة وسط هذا المجتمع من العرب وبني ميزاب الذين طالما تعايشوا في سلام وأمن، وأكدوا أنهم لن يسمحوا بالتخريب والقضاء على علاقات طيبة سادت لعدة قرون.