تتجدد معاناة المواطنين القاطنين بعديد البلديات بباتنة خلال التقلبات الجوية مع أزمة الندرة الخانقة لقارورات غاز البوتان، حيث أدت التقلبات الجوية الأخيرة بباتنة وتساقط كميات معتبرة من الثلوج على البلديات الجبلية إلى عزلة خانقة عاشها مواطنون في كل من بلديات أريس وإيشمول وثنية العابد، لا سيما القرى والمشاتي النائية التابعة لهذه البلديات، حيث إن الثلوج التي قطعت عديد الطرقات والمحاور مثل الطريق الوطني رقم 77 المؤدي إلى ولاية سطيف والطريق الرابط بين باتنةوبسكرة على مستوى منطقة ثنية الرصاص التابعة لبلدية ثنية العابد والطريق المؤدي إلى بسكرة مرورا ببلدية وادي الطاقة، والطريق الوطني 86 الرابط بين وادي الماء ومروانة على مستوى بلدية وادي الماء، وكذا الوطني 31 الرابط بين باتنةوبسكرة على مستوى بلدية آريس، وتسببت هذه الثلوج أيضا في عزلة البلديات ونقص حاد في التموين بمختلف المواد الغذائية حيث لم تصل عربات الممونين إلى الكثير من المحلات التجارية بالمناطق المتضررة مثلما أكده مواطنون ببلدية إيشمول. فيما أكد رئيس البلدية أن منتخبين قاموا بجولة تفقدية للمحلات التجارية من اجل الوقوف على توافر المواد الغذائية. وقد تجددت الشكاوى المتعلقة بندرة قارورات البوتان بالمناطق الجبلية رغم تطمينات المسؤولين المحليين في هذا الشأن. علما أن الكثير من المواطنين الذين يعانون تأخر الربط بالغاز الطبيعي يضطرون إلى مجابهة برد الشتاء بالاحتطاب، وهو ما يتعذر عليهم خلال الاضطرابات الجوية وتساقط الأمطار والثلوج. بينما يصبح وصول قارورات البوتان مستحيلا. كما تجددت شكاوى مواطنين ببلدية تيغرغار التابعة لدائرة منعة بباتنة وبلدية الرحوات، حيث أكد السكان المتضررون أنهم باتوا يعانون الأمرين للحصول على قارورات غاز البوتان، بسبب ندرتها وعدم وصولها لهاتين البلديتين بالأعداد الكافية وكذلك لارتفاع أسعارها ودخولها مجال المضاربة على يد تجار يتحكمون في أسعارها كما يشاؤون، مستغلين وضع المواطنين المجبرين على اقتنائها بأي ثمن لمجابهة برد الشتاء القارص، خصوصا وأن المنطقتين معروفتين ببرودتهما القاسية شتاء وكذلك بتعطل الربط بالغاز الطبيعي بالنسبة لمئات العائلات، وهو ما جعل المواطنين في رحلة بحث يومية عن وقود للتدفئة والطهي، حيث طالبوا المسؤولين المحليين ومديرية الطاقة والمناجم بالولاية بمضاعفة الكمية الممنوحة للمنطقتين في هذا الفصل من السنة، وإرساء نظام محدد لتزويدهم بالكميات الكافية من الغاز، خصوصا وأن كثيرا من التجار يعزفون عن الذهاب إلى المناطق والتجمعات السكانية المتفرقة بالبلديتين، بسبب صعوبة المسالك وانعدام الطرقات.