تسببت الاضطرابات الجوية التي شهدتها مختلف ولايات الوطن كتيزي وزو، سطيف، البويرة، باتنة وغيرها خلال هذه الأيام في غلق عديد الطرق الوطنية والولائية بسبب الثلوج، ما انجر عنه بقاء العديد من المسافرين عالقين، وهم الذين كانوا يأملون في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بين الأهل والأحباب، كما تسببت الأمطار الغزيرة وشدة الرياح في انهيار بعض البنايات الهشة التي غمرتها المياه. كانت مصالح الديوان الوطني للأرصاد الجوية قد توقعت في نشرية خاصة لها الخميس الماضي، أن تعرف ولايات تيبازة، عين الدفلى، تيسمسيلت، البليدة، المدية، البويرة، الجزائر، بومرداس، تيزي وزو، بجاية، جيجل، سكيكدة، عنابة والطارف تساقطا للأمطار تتراوح كمياتها أو تفوق 40 ملم بالنسبة لولايات الوسط و60 ملم بالنسبة لولايات الشرق. الثلوج تحاصر عشرات المشاتي بسطيف تسببت الثلوج المتساقطة بكثافة على ولاية سطيف نهاية الأسبوع، في غلق خمس طرق وطنية، إضافة إلى العديد من الطرق البلدية، إلى جانب محاصرة الأكوام المتراكمة لعشرات المشاتي خاصة في المناطق الشمالية التي شهدت حالة من الرعب وموجات احتجاجية متفرقة بسبب ندرة غاز البوتان، في حين عملت مصالح الدرك والحماية المدنية بالتنسيق مع مصالح الأشغال العمومية على فتحها وفك الخناق بتجنيد إمكانيات مادية وبشرية معتبرة. وقد أفادت مصادرنا، بأن موجة الاضطرابات الجوية تسببت خلال 24 ساعة من بداية التساقط في غلق عدة محاور، أهمها الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين سطيفوبجاية لعدة كيلومترات، إلى جانب الطريق الوطني رقم 76 الرابط بين ولايتي سطيف وبرج بوعريريج ،إذ شلت حركة المرور في شطره الرابط بين مدينتي عين الروى وبوقاعة على مسافة 15 كيلومترا، كما تعرض الطريق الوطني رقم 5 الرابط بين سطيف والعلمة إلى الغلق بسبب تراكم الثلوج بالمنطقة، إلى جانب توقف النشاط على مستوى المحور الوطني رقم 9 الرابط بين بجايةوسطيف لساعات طويلة من ليلة أول أمس. احتجاجات وطوابير طويلة أمام مستودعات الغاز وقد تسبب الوضع بسطيف في خلق حالة من الرعب في العديد من القرى والمداشر المعزولة التي تعرضت لعزلة قاتلة طيلة اليومين الماضيين، وما زاد من استياء السكان وأشعل فتيل غضبهم هو ندرة قارورات الغاز التي تعد المورد الأساسي لسكان القرى في مقاومتهم للبرد القارص، في ظل غياب الغاز الطبيعي، فقد تجمهر سكان بلدية آيث نوال أومزادة أمام مقر البلدية للمطالبة بضرورة إعداد خطط تجنبهم نكبة العام الماضي، إذ عزلت المنطقة لمدة فاقت الشهر، والمطالب رفعت في بلدية آيت تيزي بأقصى شمال الولاية، أمام الطوابير الطويلة والعريضة قرب مستودعات الغاز قصد الظفر بقارورة غاز، والتي حرم منها الكثير. من جهتها، سخرت مصالح الأشغال العمومية إمكانيات بشرية ومادية معتبرة لتطويق الوضع، حيث بوشرت عمليات فك للخناق بالتنسيق مع عناصر الدرك الوطني الحاضرة طلية المدة المذكورة في الطرق وكافة المناطق المتضررة، وحسب المصالح المذكورة، فإنه لم تسجل أية حالة وفاة، في حين سجلت فقط بعض الحوادث الخفيفة نتيجة انزلاق المركبات، مؤكدة بأنها تعمل على قدم وساق من أجل توفير كامل المعدات اللازمة لاحتواء الوضع في الحالات. انزلاق التربة بطريق أولاد رابح جيجل وأفرزت التقلبات الجوية بولاية جيجل، وضعا كارثيا لعديد محاور الطريق الرابط بين بلديتي سيدي معروف وأولاد رابح، الواقعة على بعد حوالي 80 كلم شرقي الولاية جيجل، وخاصة في المكان المسمى”بومسعود”، غير البعيد عن مقر البلدية، حيث تزحزحت التربة بطول حوالي 50 م، بسبب تشبع المكان المذكور بالمياه الجوفية والسطحية ما أدى إلى عرقلة سير المركبات على محور هذا الطريق الوحيد، الذي يربط البلدية المذكورة بالولاية جيجل. وعلمنا من إدارة البلدية، بأن مختلف المصالح لم تدخر أي جهد لمواجهة أي طارئ أو خطر، بعد ما شهده الطريق من تدهور، مبينة في الوقت ذاته بأنه تم تجنيد كل الإمكانات والوسائل المادية والبشرية للبلدية من أجل ضمان سير المركبات وعدم توقف حركة المرور، في انتظار تدخل السلطات الولائية المعنية قصد إيجاد حل دائم للنقطة السوداء المتواجدة بمنطقة بومسعود، وذلك من خلال بناء حاجز يصد التربة ويثبتها من أي انزلاق. شلل في حركة السير بباتنة أدى التهاطل الكثيف للثلوج خلال الثمانية والأربعين ساعة الأخيرة على عدة مناطق من ولاية باتنة، إلى غلق الكثير من الطرق والمحاور الوطنية والولائية ما ولد انعداما وصعوبة في حركة المرور أمام الناقلين وأصحاب المركبات. وعرفت حركة السير شللا تاما في بعض الطرقات، خصوصا الواقعة منها بالبلديات الجبلية مثل آريس، ثنية العابد وإيشمول، وهي المناطق التي كثيرا ما تتأثر بالظروف الجوية المتردية سواء في الحصول على قارورات غاز البوتان من أجل التدفئة أو صعوبة في حركة النقل. وكشفت مصالح الأشغال العمومية أن آلياتها تدخلت لفتح الطرقات المقطوعة بفعل الثلوج، على غرار الطريق الوطني رقم 31 الرابط بين باتنة وآريس ، والطريق الوطني رقم 87 الرابط بين باتنة وثنية العابد، بالإضافة إلى بعض الطرق والمحاور الولائية مثل الطريق الولائي رقم 160 والطريق الولائي رقم 172 المار بإقليم بلدية إيشمول، حيث سجل انغلاق شبه تام في هذه المحاور نتيجة تساقط الثلوج. وذكرت مصالح الرصد الجوي في برقية خاصة أن باتنة من بين المناطق التي تشهد أكثر تهاطلا للثلوج، سيما على المرتفعات التي يفوق علوها الألف و800 متر، وسيستمر ذلك إلى اليوم السبت مع تسجيل انخفاض محسوس في درجة الحرارة وبلوغ سمك الثلوج 15 سنتيمترا. إنقاذ 17 شخصا من الاختناق بقسنطينة تمكنّت مصالح الحماية المدنية بقسنطينة، خلال ال 24 ساعة المنقضية من إسعاف نحو 17 فردا من أسر مختلفة، تقيم بكل من حي رابح جعفري ببلدية ديدوش مراد، حي فيلالي وكذا حي كوحيل لخضر بوسط المدينة، كانوا قد تعرضوا للاختناق بثاني أكسيد الكربون المتسرب من أجهزة التدفئة المنزلية، عانوا من صعوبة في التنفس وآلام حادة في الرأس والبطن. وتم إسعاف الضحايا الذين تتراوح أعمارهم ما بين 03 سنوات و87 سنة بعين المكان، وتوجيههم إلى قسم الاستعجالات الطبية بمستشفى بن باديس الجامعي لتلقي العلاجات المناسبة. تجدر الإشارة، أن هذه الحالات تم تسجيلها خلال فترات زمنية مختلفة جلها كانت في وقت متأخر من الليل، وتعود أسبابها حسب مصالح الحماية المدنية إلى انعدام منافذ التهوية وقلة الوعي لدى المواطنين بخطورة استنشاق الغازات المحروقة المنبعثة من أجهزة التسخين المنزلية على غرار المدفئة وسخان الماء. الثلوج تعزل سرايدي والأمطار تغمر الأحياء الشعبية عزلت، أمس، الثلوج المتساقطة في مرتفعات سرايدي بعنابة العديد من القرى والمداشر، بعد الانقطاعات المتكررة للكهرباء، فقد بلغ سمك الثلوج 3سنتمترا، الأمر الذي ساهم في قطع الطرقات المؤدية إلى عنابة وسط. وقد تم الاستنجاد بالجرافات لفتح الطريق وتنقل مصالح الأمن وعناصر الحماية المدنية لاحتواء القرى التي عزلتها الثلوج، وتمرير كميات معتبرة من المؤونة والأغطية. وتسببت الأمطار الغزيرة بمنطقة عنابة في تسجيل 4 حوادث مرور أسفرت عن إصابة العديد من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، وقد تم نقل الجرحى إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد لتلقي العلاج الفوري، وبسبب التقلبات الجوية الأخيرة. سجّلت الحماية المدنية نحو 68 تدخلا يخص معاينة النقاط السوداء ليلة أول أمس، حيث تسربت مياه الأمطار للأحياء المنخفضة على غرار البوني وعين الباردة وكذلك أحياء لاكولون وبني محافر، وقد تم تحويل سكان الأحياء الشعبية القديمة المتضررة من الفيضانات إلى المدارس وذلك لتوفير لهم مختلف الإمكانيات. وفي سياق متصل، أفرجت مصالح بلدية عنابة عن مشروع جديد، يخص عملية تنفيذ المخطط الوقائي لحماية المدينة من الفيضانات، واستكمال مشاريع التهيئة وجهر الوديان ومجاري مياه الأمطار وفق البرنامج المسطر ضمن عملية واسعة وقد رصدت للعملية نحو 20 مليون دينار. سفيان. خ / نصر الدين. د / طارق. ر / سميرة. ع