"تراجع بوتفليقة عن العهدة الرابعة ليس مستبعدا .. والسياسة ليست علما ثابتا" يكشف لنا خبير القانون الدولي، الدكتور فوزي أوصديق عن المخارج القانونية التي استند عليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في اعتزامه للترشح لعهدة رابعة، مؤكدا في هذا الحوار الذي جمعه ب"البلاد" أمس خلال زيارته للمقر، بأن إعلان الوزير الأول عن ترشح الرئيس ليس بالضرورة حسما في المسألة وإنما الساعات القليلة القادمة هي التي ستحسم في الموضوع باعتبار اقتراب الأجل الأخير لإيداع ملفات الترشح. هذه العملية التي تقتضي حسب القانون الأعلى للبلاد حضور المرشح شخصيا للمجلس الدستوري. من الجانب القانوني، هل يعتبر إعلان ترشح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة من قبل الوزير الأول شرعي أم مخالف للدّستور؟ الدّستور الجزائري من خلال المادة 73 والقانون العضوي، لسنة 2013 يلفت النّظر إلى أن المشرع الجزائري الذي يجزم بضرورة حضور رئيس الجمهورية للمجلس الدستوري بنفسه، لذلك فإن إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال عن ترشح بوتفليقة بالوكالة لا يعني بالضرورة دخول الأخير رسميا في معترك الرهانات المقبلة وإنما ما سيفصل في هذا الموضوع هو الطريقة التي سيتم من خلالها تقديم ملف الترشح لدى المجلس الدستوري، فبموجب القانون يعتبر حضور المترشح شخصيا لتقديم وثيقة ترشحه أهم مقتضيات جواز التقدم للانتخابات الرئاسية وذلك في أجل أقصاه يوم الرابع من مارس الجاري، أي بعد غد، هذا إضافة إلى إيداع شهادة طبية من طرف أطباء محلفين وتصريح بالممتلكات في جريدتين وطنيتين. تفصلنا 48 ساعة للحسم في ترشح بوتفليقة والعالم كله سيكون شاهدا على الحدث يوم الرابع من مارس المقبل.ولكن يجب الإشارة إلى أن بوتفليقة حر في ترشحه والقانون يكفل ذلك ما توفرت فيه الشروط كاملة. هل يمكن توقع تراجع بوتفليقة عن قرار ترشحه للرّئاسيات المقبلة خلال الساعات القليلة القادمة ؟ كل شيء متوقع، والسياسة ليست علما ثابتا وإنما هي مجموعة من المفاجأة والدليل هو هذا "السوسبانس" الذي تعيشه الجزائر على وقع عدم وضوح الرؤية مع الوضع الجاري. الساعات القليلة القادمة ستأتي بالكثير وستحسم الأمور لذلك ليس مستبعدا أن يتراجع الرئيس عن نيته في الترشح. هل يمكن الحديث عن معارضة حقيقية في الجزائر؟، أو بتعبير آخر عن نستطيع أن نقول بأن من خرجوا للشارع أمس اعتراضا على اعتزام بوتفليقة للترشح لعهدة رابعة قد مارسوا المعارضة السياسية؟ لا يوجد في الجزائر معارضة بل هي مجموعة من القوقعات المعارضة المشخصنة، التي تعمل بطريقة اعتباطية غير منظمة خاصة أنها تنتهج طريق ردود الفعل لا خلق الفعل في حد ذاته. المعارضة يجب أن تبنى على أسس أقوى من التي يبني عليها المتظاهرون مطالبهم.