شدد مواطنون على ضرورة تدخل الجهات المعنية بباتنة لوقف ظاهرة الاستحواذ على مساحات غابية وجعلها مساحات للبناء على حواف طرقات الولاية، وهي الظاهرة التي بدأت في الانتشار بشكل مقلق، حيث يعمد مواطنون إلى الاستحواذ على مساحات من العقار الغابي، بل ويقومون في كثير من الأحيان باقتلاع الأشجار لكي ينزعوا عن الأرض طابعها الغابي ومن ثم يعتمدون طريقة الحيازة كنوع من التحايل القانوني لإثبات ملكيتهم للأرض رغم أنهم لا يحوزون أية وثيقة تثبت ذلك، حسب ما أكده أحد رجال القانون بالولاية، كما أن هذه الأراضي تباع بوثائق عرفية من الحائز الأول إلى الراغب في شرائها، وتستغل هذه المساحات في التسييج أو في بناء مساكن أو مآرب. وقال مواطنون إن الظاهرة انتشرت على أطراف الكثير من الطرقات الوطنية بباتنة ما ينذر بظهور تجمعات سكانية فوضوية تضاف إلى التجمعات الموجودة والتي استصدرت في حقها المئات من قرارات الهدم خلال السنوات الأربع الأخيرة، ما يتوجب على الجهات المعنية التدخل لوقف الاستحواذ على المساحات الغابية وتحويلها إلى أراض للبناء. وتضاف هذه الآفة إلى ما تعانيه المساحات الخضراء بباتنة من ظواهر سلبية ساهمت في تقليصها بشكل كبير، على غرار الحرائق التي تأتي كل عام على مساحات شاسعة من الجبال وتسبب خسائر فادحة في ثروة الخشب والغطاء الأخضر ما جعل الكثير من المهتمين يدقون ناقوس الخطر و يطالبون بإجراءات مستعجلة لمجابهة هذه الأضرار. وفي سياق آخر، يشتكي الفلاحون وسكان منطقة أمنطان التابعة لبلدية تيغرغار بباتنة الجفاف الذي ينذر بهلاك المئات من النخيل والأشجار المثمرة، حيث أدى تراجع منسوب المياه بوادي عبدي بسبب شح التساقط إلى الإضرار بهذه الثروة الفلاحية والسياحية ولم تعد الكميات المتوافرة من الماء كافية لسقي الأشجار والنخيل وما يحيط بها من نباتات ونشاطات فلاحية مصغرة، ويطالب الفلاحون بأمنطان بتسجيل مشروع استعجالي يساهم في إنقاذ ثرواتهم وفي الحفاظ على الطبيعة الجمالية والسياحية للمنطقة، وقال الفلاحون أن مديرية الري مطالبة بالتدخل لإنجاز آبار إرتوازية تزود الفلاحين بكميات كافية من مياه السقي. وتعد منطقة أمنطان التابعة لبلدية تيغرغار ثروة هامة في السياحة الطبيعية على غرار الكثير من المناطق بالولاية، إذ تحتوي على واحات غناء من نخيل وأشجار بالنظر إلى موقع المنطقة المتاخم لولاية بسكرة وتمتعها بمناخ دافئ نسبيا. ولا تزال هذه الواحات تستقطب الكثير من الزائرين الذين يرغبون في قضاء وقت جميل في حضن الطبيعة الخلابة في كل فصول السنة. كما تعد المنطقة محطة مفضلة للرحلات المدرسية والجامعية، وينتظر المواطنون من المسؤولين المحليين والمصالح المعنية بعاصمة الولاية تدعيم هذا المورد الاقتصادي الهام بما من شأنه أن يمتص البطالة المتفشية بالمنطقة.