أسبوع بعد انطلاق الحملة الانتخابية في الجزائر، لا يزال أغلب المواطنين الجزائريين لا يفقهون ما يدور حولهم أمام صعوبة إيصال رسالة البرامج الانتخابية من قبل المترشحين الذين فضل بعضهم لغة السب والشتم والرد على زملائهم، وحتى القنوات العمومية والخاصة لم تفلح في إيصال برامج المترشحين الجزائريين بسبب تفضيل لغة يعسر على المواطن البسيط فهمها.. ولم يتعرف أغلبية الجزائريين على البرامج المقترحة من قبل الأحزاب، الأمر الذي يفسر عدم الاكتراث بالحملة الانتخابية من جهة وعدم اهتمام المترشحين في تفسير برامجهم للبرامج الانتخابية. وأمام غياب الحركة الجمعوية ودور المجتمع المدني في المواعيد الانتخابية الهامة لم تتخلص الخطابات والتجمعات الشعبية من اللغة الخشبية التي فشلت في استقطاب المواطنين وتجعلهم عضوا فاعلا في الدعاية الانتخابية. وبعد أن قطعت اليوم الحملة الانتخابية أسبوعها الأول لا تزال انطلاقتها محتشمة للأحزاب في استعراض برنامجها الانتخابي إلى جانب غياب الحماس المرتقب في صفوف المواطنين... مما ينذر بالعزوف الانتخابي مثلما جرت العادة أو أكثر هذه المرة، بالنظر إلى أماكن تعليق صور المترشحين لا تزال بعد أسبوع فارغة. ومن خلال ما رصدته "البلاد" في مواكبتها لفعاليات الحملة الانتخابية وفي قراءة تقييمية للأسبوع الأول يلاحظ انطلاقة محتشمة للأحزاب في تقديم حملاتها الانتخابية فضلا عن عدم الاهتمام بهذا الحدث بالشكل المطلوب من قبل المواطنين، إلى جانب انتشار لغة السب والشتم، على غرار ما جرى بين رئيسة حزب العمال لويزة حنون وعبد الرزاق مقري رئيس حركة حمس الذي ذكرها بلقاء جرى بينهما وفي يدها كأسا من الخمر، علاوة على رد نائب المترشحة حنون على مقري بإصاباته بداء الكلب، ناهيك عن ممثلي المترشح عبد العزيز بوتفليقة "الذين اتهموا بعض المعارضين بأن أياد أجنبية تحركهم". وتأكيد علي بن فليس ترشحه لنفسه وليس لعائلته وغيرها من تصريحات لاذعة كل هذه التصريحات والتصريحات المضادة جعلت الحملة الانتخابية تشوبها بعض النقائص والإخلالات مما جعل منه أسبوعا للتلاعب أكثر منه أسبوعا لحملة انتخابية للرئاسيات، لاسيما أنها خالية من تصورات كبرى وأفكار أمام تسابق المترشحين وممثليهم في وضع وصفات أقرب إلى أن تكون خيالية بغرض دغدغة المواطن في القضايا الحساسة التي تلامس معيشته اليومية مثل الوعود التي ستوفر السكنات والشغل وأخرى تتعلق بتسليم المشعل للشباب رغم أن أصغر مترشح يتجاوز ال50 سنة. وأمام تعوّد الجزائري على مثل هذه الوعود "الكاذبة"والخيالية تبدو الصورة أمامه ضبابية والأسماء متشابهة يرفض حتى الاطلاع على صور المترشحين أو التعرف عليهم وعلى برامجهم في مشهد انتخابي مختل جعلت منه مادة دسمة للتلفزيونات العمومية منها والخاصة والمشهد اليوم بدأ يتوضح أمامه في شيء واحد فقط هو أية أحزاب قادرة على تجميع الحد الأدنى الجماهيري من الأصوات وأي أحزاب ستبقى وهمية التي لم تستطع حتى أن تملأ الفراغات المخصصة لها ولمعلقاتها؟