بدأت الأحداث التي شهدتها ولاية بجاية أمس السبت، بعد وصول البعثة الصحافية التي انتقلت من العاصمة من أجل تغطية النشاط الذي كان مبرمجا على الساعة العاشرة والنصف بدار الثقافة وسط ولاية بجاية، حيث وصل الوفد إلى مكان التجمع الذي كان محاطا بمعارضي العهدة الرابعة الذين رفعوا لافتات تندد بممارسات "النظام"، إضافة إلى تواجد مكثف لعناصر الأمن الذين وضعوا سياجا بدار الثقافة لمنع الراغبين في الدخول إلى القاعة، الذي لم يكن مسموحا إلا لحاملي الدعوات. وقد تعرض بعض المتجمهرين بالاعتداء اللفظي على بعض ممثلي وسائل إعلامية، في تجاوزات محدودة، نظرا إلى الإسراع في الدخول إلى القاعة التي كانت تعج بالحاضرين المساندين لبوتفليقة، غير أن تأخر دخول منشط التجمع ومدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبدالعزيز بوتفليقة زاد من حماسة المتجمعين الذين راحوا في البداية يطلقون الشتائم على مساندي بوتفليقة والصحافيين. إلا أن الأمور بدأت تتطور بعد ذلك بتزايد عدد الحاضرين المعارضين للعهدة الرابعة وبعض الفضوليين، حيث دخلوا في مواجهات مع قوات الأمن رغبة في الدخول إلى القاعة، لتزداد بعد ذلك المواجهات إثر حصول تراشق بالحجارة من طرف بعض الشباب، مما تسبب في وقوع جرحى في عناصر الأمن. وبعد مضي ما يقارب الثلاث ساعات من الزمن دون انطلاق النشاط المبرمج، شرع الصحافيون في جمع الكاميرات والميكروفونات، عند بلوغهم خبر إلغاء التجمع بسبب توتر الأمور خارج القاعة، إضافة إلى سوء التنظيم الذي حدث بسبب تضارب الأخبار حول استكمال التجمع من عدمه. وعند شروع الطاقم الصحافي في الخروج وجدوا أنفسهم محاصرين من طرف المتجمهرين بمحيط دار الثقافة، مما دفع قوات الأمن والمنظمين إلى إرجاعهم إلى الداخل مخافة وقوع أحداث نظرا إلى تواجد الشباب الغاضب الذي حاصر المكان من جميع الجوانب. هذا الوضع الذي استلزم إحضار شاحنات قوات الشغب التي نقل على متنها الصحافيون من دار الثقافة إلى مطار عبان رمضان ببجاية، حيث تعرضت الحافلات التي تنقل الصحافيين إلى رشق مكثف بالحجارة من طرف بعض الشباب الغاضب. وقد عرف وقوع إغماءات في أوساط الصحافيات اللائي أصابهن الذعر مما حدث، إضافة إلى تعرض طاقم وسيلة إعلامية إلى اعتداء بعد محاولتهم التصوير في أوساط المتجمهرين، مما تسبب في جرح صحافيين، وتكسير كاميرا التلفزيون العمومي وحرق سيارات. وكذا وقوع إصابات في أوساط أعوان الأمن الذين دخلوا في مواجهات مع المتجمهرين الذين رشقوهم بالحجارة. وعند الوصول إلى مطار عبان رمضان، تم إسعاف الصحافيات والجرحى من طرف الحماية المدنية التي تكفلت بهم، وفي ختام هذه الأحداث تم التقاء عبدالمالك سلال بالطاقم الصحافي، إضافة إلى حضور بعض مساندي بوتفليقة الذين تحدث معهم سلال. ليعود بعد ذلك الصحافيون إلى الجزائر العاصمة بعد رحلة عرفت وقوع أحداث متسارعة غير متوقعة، في مشهد درامي كان بطله شباب رافض للعهدة الرابعة، قاموا بعدها بإحراق دار الثقافة إثر ازدياد حدة المواجهات التي وقعت بالمنطقة. شاهد "ألبوم الصور" من هنا: سلال .. والتجمع الذي ألغي في آخر لحظة ببجاية